فرد الكتابة والخطا | بة والبلاغة والعبارهْ | |
متيقّظ العزمات يجـ | ـتنب الكرى إلّا غرارهْ | |
فكأنَّه مِن حدَّةٍ | ونفاذ تدبيرٍ شرارهْ | |
حتّى يُخاف ويُرتجى | ويُرى له نشبٌ وشارهْ | |
في موكب لجب كأنَّ | الليل ألبسه خمارهْ | |
تزهي به عصبٌ تنفِّض | عن مناكبه غبارهْ | |
و يُطيل إبناء الرغا | ـئب في مشاكلّه انتظارهْ | |
فادأب لمجدٍ حادثٍ | أو سالف يعلي منارهْ | |
واعمر لِنفسك في العلا | حالاً وكن حسن العمارهْ | |
و اقمر لها سوقاً يُنـ | فِّقها وتاجرها تجارهْ | |
لا تَغدُ كلّاً واجتنب | أمراً يخاف الحرُّ عارهْ | |
وإذا عدمت عن المآ | كلّ خيرها فكلّ الحجارهْ |
غادر المترجم بيئة نشأته [ الرملة ] إلى الأقطار الشرقيَّة، وساح في البلاد، ورحل رحلة بعد اُخرى إلى مصر وحلب والشام والعراق، وكان كما كان في قصيدته التي يمدح بها إبن مقلة بالعراق:
هذا على أنَّني لا أستفيق ولا | أفيق من رحلة في إثرها رحله | |
وما على البدر نقصٌ في إضاءته | أن ليس ينفكُّ من سيرو من نقله |
وقال وهو في مصر:
قد كان شوقي إلى مصر يُؤرِّقني | فاليوم عدتُ وغادت مصر لي دارا | |
أغدو إلى الجيزة الفيحاء مُصطحباً(١) | طوراً وطوراً اُرجِّي السير أطوارا | |
بينا اُسامي رئيساً في رياسته | إذ رحتُ أحسب في الحانات خمّارا | |
فللد و اوين اصباحي ومُنصرفي | إلى بيوت دُمى يعلمن أوتارا | |
أمَّا الشباب فقد صاحبت شرَّته | وقد قضيت لبانات وأوطارا |
____________________
١ - ألجيزة:بليدة في غربّي فسطاط مصر.