ألقرن الخامس
٤٢
ألمؤيد في الدين
ألمتوفّى ٤٧٠
قال والرَّحل لِلسّرى محمولُ: | حُقَّ منك النّوى وجدَّ الرَّحيلُ | |
وعدا الهزلُ في القطيعة جدَّاً | ما كذا كان منك لي المأمولُ | |
قلتُ والقلب حسرةً يتقلّى | وعلى الخدِّ دمع عيني يسيلُ | |
:بأبي أنت ما اقتضى البين إلّا | قدرٌ ثمَّ عهدُك المستحيلُ | |
كم وكم قلت:خلّني يا خليلي | من جفاء منه الجبال تزولُ ؟! | |
إنمَّا أمره لديك خفيفٌ | وهو ثقلٌ على فؤادي ثقيلُ | |
إنّك السالم الصحيح وإنّي | من غرامٍ بك الوقيذ(١) العليلُ | |
قال:قد مرَّ ذا فهل من مُقام | عندنا ؟ قلتُ:ما إليه سبيلُ | |
قال:إنّي لدى مُرادك باقٍ | قلت:ما إن تفي بما قد تقولُ | |
قال:أضرمتَ في الحشى نار شوق | حرُّ أنفاسها عليها دليلُ | |
قلتُ:حسبي الذي لقيت هوانا | فلقاء الهوان عندي يهولُ | |
فقبيحٌ بيَّ التَّصابي وهذا | عسكر الشَّيب فوق رأسي نزولُ |
* * *
إنَّ أمر المعاد أكبر همَّي | فاهتمامي بما عداهُ فضولُ | |
كثر الخائضون بحر ظلامٍ | فيه والمؤنسو الضياء قليلُ | |
قال قومٌ:قُصرى الجميع التلاشي | فئةٌ منتهاهمُ التَّعطيلُ | |
وأدّعى الآخرون نسخاً وفسخاً | ولهم غير ذاك حشوٌ طويلُ | |
وأبوا بعد هذه الدّار داراً | نحوها كلُّ مَن يؤولُ يَؤولُ |
____________________
١ - ألوقيذ:ألشديد المرض، ألمشرف على الموت.
_١٩_