13%

ألقرن الخامس

٤٢

ألمؤيد في الدين

ألمتوفّى ٤٧٠

قال والرَّحل لِلسّرى محمولُ:

حُقَّ منك النّوى وجدَّ الرَّحيلُ

وعدا الهزلُ في القطيعة جدَّاً

ما كذا كان منك لي المأمولُ

قلتُ والقلب حسرةً يتقلّى

وعلى الخدِّ دمع عيني يسيلُ

:بأبي أنت ما اقتضى البين إلّا

قدرٌ ثمَّ عهدُك المستحيلُ

كم وكم قلت:خلّني يا خليلي

من جفاء منه الجبال تزولُ ؟!

إنمَّا أمره لديك خفيفٌ

وهو ثقلٌ على فؤادي ثقيلُ

إنّك السالم الصحيح وإنّي

من غرامٍ بك الوقيذ(١) العليلُ

قال:قد مرَّ ذا فهل من مُقام

عندنا ؟ قلتُ:ما إليه سبيلُ

قال:إنّي لدى مُرادك باقٍ

قلت:ما إن تفي بما قد تقولُ

قال:أضرمتَ في الحشى نار شوق

حرُّ أنفاسها عليها دليلُ

قلتُ:حسبي الذي لقيت هوانا

فلقاء الهوان عندي يهولُ

فقبيحٌ بيَّ التَّصابي وهذا

عسكر الشَّيب فوق رأسي نزولُ

* * *

إنَّ أمر المعاد أكبر همَّي

فاهتمامي بما عداهُ فضولُ

كثر الخائضون بحر ظلامٍ

فيه والمؤنسو الضياء قليلُ

قال قومٌ:قُصرى الجميع التلاشي

فئةٌ منتهاهمُ التَّعطيلُ

وأدّعى الآخرون نسخاً وفسخاً

ولهم غير ذاك حشوٌ طويلُ

وأبوا بعد هذه الدّار داراً

نحوها كلُّ مَن يؤولُ يَؤولُ

____________________

١ - ألوقيذ:ألشديد المرض، ألمشرف على الموت.

_١٩_