14%

شعراء الغدير

في القرن الثّامن

- ٦٥ -

أبو محمد ابن داود الحلي

المولود ٦٤٧

وإذا نظرتَ إلى خطاب «محمَّد»

يوم «الغدير» إذ استقرَّ المنزلُ

: من كنت مولاه فهذا «حيدر»

مولاه لا يرتاب فيه محصِّلُ

لعرفت نصَّ المصطفى بخلافة

من بعده غرّاء لا يتأوَّلُ

وله من أرجوزة في الإمامة طويلة:

وقد جرت لي قصَّةٌ غريبة

قد نتجت قضيَّةً عجيبة

فاعتبروا فيها ففيها معتبرْ

يغني عن الاغراق في قوس النظرْ

حضرت في بغداد دار علمِ

فيها رجال نظر وفهمِ

في كلِّ يوم لهمُ مجالُ

تدنو به الأوجال والآجالُ

لا بدَّ أن يسفر عن جريح

بصارم الحجَّة أو طريح

لما اطمأنَّت بهم المجالسُ

ووضعت لاماتها الفوارسُ

واجتمع المدرِّسون الأربعة

في خلوة آراؤهم مجتمعة

حضرت في مجلسهم فقالوا:

أنت فقيهٌ وهنا سؤالُ

من ذا ترى أحقّ بالتقدُّمٍ

بعد رسول الله هادي الأُممِ؟

فقلت: فيه نظرٌ يحتاجُ

أن يُترك العناد واللجاجُ

وكلّنا ذوو عقول ونظرْ

وفكرٌ صالحةٌ ومعتبرْ

فلنفرض الآن قضى النبيُّ

واجتمع الدنيُّ والقصيُّ

وأنتمُ مكان أهل العقدِ

والحلِّ بل فوقهمُ في النَّقدِ