4%

القرن الثامن

٦٦

جمال الدين الخلعي

المتوفّى ح ٧٥٠

فاح أريج الرِّياض والشجرِ

ونبَّه الورق راقد السَّحرِ

واقتدح الصّبح زند بهجته

فاشعلت في محاجر الزُّهرِ

وافترَّ ثغر النوّار مبتسماً

لَمّا بكته مدامع المطرِ

واختالت الأرض في غلائلها

فعطّرتنا بنشرها العطرِ

وقامت الورق في الغصون فلم

يبق لنا حاجةٌ إلى الوترِ

ونبَّهتنا إلى مساحب أذ

يال الصّبا بالأصيل والبكرِ

يا طيب أوقاتنا ونحن على

مستشرفٍ شاهقٍ نَدٍ نضرِ

تطلُّ منه على بقاع أنيقا

ت كساها الرَّبيع بالحبرِ

في فتيةٍ ينثر البليغ لهم

وتراً فيهدي تمراً إلى هجرِ

من كلِّ من يشرف الجليس له

معطّر الذّكر طيِّب الخبرِ

فمن جليل صدرٍ ومن شادنٍ

شاد فصيح كطلعة القمرِ

يورد ما جاء في «الغدير» وما

حدَّث فيه عن خاتم النذرِ

ممّا روته الثقات في صحّة

النقل وما أسندوا إلى عمرِ

: قد رقى المصطفى بخمّ على

الأقتاب لا بالونى ولا الحصرِ

إذ عاد من حجَّة الوداع إلى

منزله وهي آخر السفرِ

وقال: يا قوم إنَّ ربِّيَ قد

عاودني وحيه على خطرِ

إن لم أُبلّغ ما قد أُمرت به

وكنت من خلقكم على حذرِ

وقال: إن لم تفعل محوتك من

حكم النبيِّين فاخش واعتبرِ

إن خفت من كيدهم عصمتك فا

ستبشر فإنّي لخَير منتصرِ