4%

هذه الكلمات وما يتلوها سلسلة بلاء تشذُّ عن الحقِّ والمنطق غير أنّا نمرُّ بها كراما.

وعن ابن عبّاس قال: قال عمر: لا أدري ما أصنع باُمَّة محمَّد؟ وذلك قبل أن يُطعن، فقلت: ولِمَ تهتمُّ وأنت تجد من تستخلفه عليهم؟ قال: أصاحبكم؟ يعني عليّاً قلت: نعم، هو أهل لها في قرابته برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصهره وسابقته وبلائه. فقال عمر إنَّ فيه بطالةٌ وفكاهةٌ. قلت: فأين أنت عن طلحة؟ قال: أين الزهو والنخوة؟ قلت عبد الرَّحمن بن عوف؟ قال: هو رجلٌ صالحٌ على ضعف قلت: فسعد؟ قال: ذاك صاحبِ مقنب وقتال، لا يقوم بقرية لو حمّل أمرها. قلت: فالزبير؟ قال: لقيسٌ مؤمن الرضى كافر الغضب شحيح. إنَّ هذا الأمر لا يصلح إلّا لقويّ في غير عنف، رفيق في غير ضعف، جواد في غير سرف. قلت: فأين عن عثمان؟ قال: لو وليها لحمل بني أبي معيط على رقاب الناس ولو فعلها لقتلوه.

ذكره البلاذري في الأنساب ٥: ١٦، وفي لفظ آخر له ص ١٧: قيل: طلحة؟ قال: أنفه في السَّماء وإسته في الماء.

نظرة في الخلافة التى جاء بها القوم

قال الأميني: هذا ما جاء به القوم من الخلافة الاسلاميَّة والإمامة العامّة فهي عندهم ليست إلّا رياسة عامَّة لتدبير الجيوش، وسدِّ الثغور، وردع الظالم، والأخذ للمظلوم، وإقامة الحدود، وقسم الفيء بين المسلمين، والدفع بهم في حجِّهم وغزوهم، ولا يشترط فيها نبوغ في العلم زايداً على علم الرعيَّة، بل هو والاُمَّة في علم الشريعة سيّان، و يكفي له من العلم ما يكون عند القضاة، وهؤلاء القضاء بين يديك وأنت جِدُّ عليم بعلمهم ويسعك إمعان النظر فيه من كثب، ولا ينخلع الإمام بفسقه وظلمه وجوره وفجوره، ويجب على الاُمَّة طاعته على كلِّ حال برّاً كان أو فاجراً، ولا يسوغ لأحد مخالفته ولا القيام عليه والتنازع في أمره.

فعلى هذا الأساس كان يزحزح خلفاء الانتخاب الدستوري في القضاء والإفتاء عن حكم الكتاب والسنَّة ولم يكن هناك أيُّ وازع، ولم يكن يوجد قطُّ أحدٌ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، خوفاً ممّا افتعلته يد السياسة وجعلت به على الأفواه