4%

أحداً أنكر قوله، ولا استشنع مخرج نهيه، ولا خطّأه في معناه، ولا تعجَّب منه ولا استفهمه.

وكيف تقضون بترك النكير؟ وقد شهد عمر يوم السقيفة وبعد ذلك أنَّ النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: الأئمَّة من قريش(١) ثمَّ قال في شكايته: لو كان سالم حيّاً ما تخالجني فيه الشك(٢) حين أظهر الشكّ في إستحقاق كلِّ واحد من الستَّة الذين جعلهم شورى وسالم عبدٌ لامرأة من الأنصار وهي اعتقته وحازت ميراثه، ثمَّ لم ينكر ذلك من قوله منكرٌ، ولا قابل إنسانٌ بيِّن قوله ولا تعجَّب منه، وإنّما يكون ترك النكير على من لا رغبة ولا رهبة عنده دليلاً على صدق قوله وصواب عمله، فأمّا ترك النكير على من يملك الضعة والرفعة والأمر والنهي القتل والاستحياء والحبس والإطلاق فليس بحجَّه تشفي ولا دلالة تضيء. إنتهت كلمة الجاحظ.

نظرة فى كلمة قارصة

لا يسعنا أن نفوه في الدفاع عن الخليفة بما قال إبن كثير في تاريخه ٥ ص ٢٤٩ من أنَّ فاطمة حصل لها - وهي امرأة من البشر ليست براجية العصمة - عتبٌ وتغضُّب، ولم تكلّم الصدِّيق حتّى ماتت. وقال في ص ٢٨٩: وهي امرأةٌ من بنات آدم تأسف كما يأسفون، وليست بواجبة العصمة، مع وجود نصِّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومخالفة أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنهما. اهـ.

أنّى لنا السرَف والمجازفة في القول بمثل هذا تجاه آية التطهير في كتاب الله العزيز النازلة فيها وفي أبيها وبعلها وبنيها؟.

أنِّى لنا بذلك وبين يدينا هتاف النبيِّ الأقدسصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فاطمة بضعةٌ منِّي فمن أغضبها أغضبني؟.

وفي لفظة: فاطمة بضعة منِّي يؤذيني ما آذاها، ويغضبني ما أغضبها.

____________________

١ - أخرجه غير واحد من الحفاظ وصححه ابن حزم فى الفصل ٤: ٨٩ فقال: هذه رواية جاءت مجىء التواتر، ورواها أنس بن مالك وعبد الله بن عمر ومعاوية، وروى جابر بن عبد الله وجابر بن سمرة وعبادة بن الصامت معناها، ومما يدل على صحة ذلك اذعان الانصار به يوم السقيفة. ه‍.

٢ - أخرجه ابن سعد، والباقلانى، وأبو عمر، والحافظ العراقى كما مرّ ص ١٤٤.