4%

(شعراء الغدير)

في القرن التاسع

٧١

ابن العرندس الحلي

أضحى يميس كغصن بانٍ في حُلى

قمرٌ إذا ما مرَّ في قلبي حلا

سلب العقول بناظرٍ في فترةٍ

فيها حرام السحر بان محلّلا

وانحلَّ شدُّ عزائمي لمـَّا غدا

عن خصره بند القباء محلّلا

وزهى بها كافور سالف خدِّه

لمـّا بريحان العذار تسلسلا

وتسلسلت عبثاً سلاسل صدغه

فلذاك بتُّ مقيّداً ومسلسلا

قمرٌ قويم قوامه كقناته

ولحاظه في القتل تحكي المنصلا

وجناته جوريَّةٌ وعيونه

حوريَّةٌ تسبي الغزال الأكحلا

أهوى فواترها المراض إذا رنت

وأحبّ جفنيها المراض الغزَّلا

جارت وما صفحت على عشّاقه

فتكاً وعامل قدِّه ما أعدلا

ملكت محاسنه ملوكاً طالما

أضحى لها الملك العزيز مذلّلا

كسرى بعينيه الصحاح وخدّه

النعمان بالخال النجاشيّ خوّلا

كتب العليُّ على صحائف خدّه

نوني قسيِّ الحاجبين ومَثّلا

فرمى بها في عين غنج عيونه

سهم السهام أصاب منِّي المقتلا

فاعجب لعين عبير عنبر خاله

في جيم جمرة خدِّه لن تشعلا

وسَلا الفؤاد بحرّ نيران الجوى

منِّي فذاب وعن هواهُ ما سلا

فمتى بشير الوصل يأتي منجحاً

وأبيت مسروراً سعيداً مُقبلا

ولقد برى منّي السقام وبتُّ في

لجج الغرام معالجاً كرب البلا

وجرت سحائب عبرتي في وجنتي

كدم الحسين على أراضي كربلا