4%

وبخمّ وأخاه النبيُّ محمَّدٌ

حقّاً وذلك في الكتاب تنزّلا

عذل النواصب في هواه وعنَّفوا

فعصيتهم وأطعت فيه مَن غلا

ومدحته رغماً على آنافهم

مدحاً به ربِّي صدا قلبي جلا

وتراب نعل أبي ترابٍ كلّما

مسَّ القذا عيني يكون لها جلا

فعليه أضعاف التحيَّة ما سرى

سارٍ وما سحَّ السحاب وأهملا

سمعاً أمير المؤمنين قصائداً

تزداد ما مرَّ الزمان تجمّلا

عربيَّة نشأت بحلّة بابلٍ

فغدت تُخجّل بالفصاحة جرولا

سادت فشادت للعرندس صالح

مجداً على هام النجوم مؤثّلا

وسمت قلوب حواسدي وسمت على

[نمَّ العذار بعارضيه وسلسلا](١)

وعلت بمدحك يا عليُّ ووازنت

[لم أبك ربعاً للأحبّة قد خلا](٢)

(ما يتبع الشعر)

ذكر شاعرنا إبن العرندس في قصيدته هذه جملةً من مناقب مولانا أمير المؤمنين وقد مرَّ تفصيل بعضها، وستوافيك كلمتنا الضافية في بعضها الآخر، ونقتصر في المقام على ما أشار اليه بقوله:

وصعود غارب أحمد فضلٌ له

دون القرابة الصَّحابة أفضلا

عن عليّ رضي الله عنه قال: انطلق بي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الأصنام فقال: اجلس فجلست إلى جنب الكعبة ثمَّ صعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على منكبي ثمَّ قال: انهض بي إلى الصنم فنهضت به فلمّا رأى ضعفي تحته قال: اجلس فجلست وأنزلته عنِّي وجلس لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمَّ قال لي: يا عليُّ! اصعد على منكبي. فصعدت على منكبيه ثمَّ نهض بي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلمّا نهض بي خيل لي انِّي لو شئت نلت اُفق السَّماء وصعدت على الكعبة وتنحّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فألقيت صنمهم الأكبر صنم قريش وكان من نحاس موتداً بأوتاد من حديد إلى الأرض فقال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عالجه فعالجته فما زلت

____________________

١ - مطلع قصيدة للشيخ علاء الدين الحلى المذكورة فى الجزء السادس ص ٣٨٣ ط ٢.

٢ - هى قصيدة جمال الدين الخلعى المترجم فى الجزء السادس ص ١٢ - ١٩ والقصيدة فى الامام السبط الشهيد تقدر بـ ٧٥ بيتاً كما مر في ج ٦ ص ١٨.