14%

ختم عنقه، وأرسل إلى سهل بن سعد فدعاه فقال: ما منعك أن تنصر أمير المؤمنين عثمان ابن عفان؟ قال: قد فعلت. قال: كذبت. ثمَّ أمر به فختم في عنقه برصاص.

أنساب البلاذري ٥: ٣٧٣، تاريخ الطبري ٧: ٢٠٦، الكامل لابن الأثير ٤: ١٤٩

قال الأميني: تُعطي هذه الرِّواية أنَّ مؤاخذة الحجّاج لبقيَّة الصحابة وفيهم جابر - صاحب الحلقة في مسجد النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يُؤخذ منه العلم كما في الاصابة ١: ٢١٣ - كانت لتدخُّلهم في واقعة عثمان بمباشرة أو تخذيل عنه أو بتقاعد عن نصرته، نحن لا نقول بوثاقة الرجل فيها يرويه كما لا نقول بسداده فيما يرتأيه، غير أنَّ الحالة تشهد أنَّ تلكم النسبة كانت مشهورةً بين الملأ فاحتجَّ بها الحجّاج على ما ارتكبه من إهانتهم ولم يظهر من القوم أيُّ إنكار لما رُموا به ردئاً لعادية الطاغية، لكنَّهم صبروا على البلاء وشدَّة المنازلة ثباتاً منهم على ما ارتكبوه في واقعة الدار.

_٢٢_

حديث جبلة بن عمرو(١)

ابن ساعدة الساعدي الأنصاري (بدريٌّ)

أخرج الطبري من طريق عثمان بن الشريد قال: مرَّ عثمان علي جبلة بن عمرو الساعدي وهو بفناء داره ومعه جامعةٌ فقال: يا نعثل؟ والله لأقتلنَّك ولأحملنَّك على قلوص جرباء ولأخرجنَّك إلى حرَّة النار، ثمَّ جاءه مرَّة اُخرى وعثمان على المنبر فأنزله عنه وأخرج من طريق عامر بن سعد قال: كان أوَّل من اجرأ على عثمان بالمنطق السيِّء جبلة بن عمرو الساعدي، مرَّ به عثمان وهو جالسٌ في نديِّ قومه وفي يد جبلة بن عمرو جامعةٌ، فلمّا مرَّ عثمان سلّم فردّ القوم فقال جبلة: لِمَ تردُّون على رجل فعل كذا وكذا؟ قال: ثمَّ أقبل على عثمان فقال: والله لأطرحنَّ هذه الجامعة في عنقك أو لتتركنَّ بطانتك هذه. قال عثمان: أيّ بطانة؟ فوالله إنِّي لا أتخيَّر الناس. فقال: مروان تخيَّرته، ومعاوية تخيَّرته، وعبد الله بن عامر بن كريز تخيَّرته، وعبد الله بن سعد تخيَّرته، منهم من نزل القرآن بذمِّه وأباح رسول الله دمه(٢) قال: فانصرف عثمان فما

____________________

١ - قال البلاذرى فى الانساب ٥: ٤٧: قال الكلبى: هو رخيلة بن ثعلبة البياضى، بدرى.

٢ - هو عبد الله بن سعد راجع ما اسلفناه فى ج ٨: ٢٨٠ ط ٢.