4%

ذلك طلحة بن عبيد الله، وكانت عائشة تقرُصه كثيراً، ودخل عليٌّ وطلحة والزبير وسعد وعمّار في نفر من أصحاب محمَّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلّهم بدريّ على عثمان ومع عليّ الكتاب والغلام والبعير فقال له عليٌّ: هذا الغلام غلامك؟ قال: نعم، قال: والبعير بعيرك؟ قال: نعم. قال: وأنت كتبت هذا الكتاب؟ قال: لا، وحَلف بالله: ما كتبت هذ الكتاب ولا أمرت به ولا علمت شأنه فقال له عليٌّ: أفالخاتم خاتمك؟ قال: نعم. قال: فكيف يخرج غلامك ببعيرك بكتاب عليه خاتمك ولا تعلم به؟ فحلف بالله: ما كتبت الكتاب ولا أمرت به ولا وجَّهت هذا الغلام إلى مصر قطُّ. وعرفوا أن الخطَّ خطُّ مروان فسألوه أن يدفع إليهم مروان فأبى، وكان مروان عنده في الدار، فخرج أصحاب محمَّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من عنده غِضاباً وعلموا انَّه لا يحلف بباطل إلّا أنَّ قوماً قالوا: لن يبرأ عثمان في قلوبنا إلّا أن يدفع إلينا مروان حتّى نبحثه عن الأمر ونعرف حال الكتاب، وكيف يُؤمر بقتل رجال من أصحاب رسول الله بغير حقٍّ؟ فإن يكن عثمان كتبه عزلناه، وإن يكن مروان كتبه عن لسان عثمان نظرنا ما يكون منّا في أمر مروان، فلزموا بيوتهم فأبى عثمان أن يخرج مروان.

فحاصر الناس عثمان ومنعوه الماء فأشرف على الناس فقال: أفيكم عليٌّ؟ فقالوا: لا. قال: أفيكم سعد؟ فقالوا: لا. فسكت، ثمَّ قال ألا أحدٌ يبلِّغ عليّاً فيسقينا ماءً؟ فبلغ ذلك عليّاً فبعث إليه بثلاث قِرَب مملوءةً ماءً فما كادت تصل إليه وجُرح بسببها عدَّة من موالي بني هاشم وبني اُميَّة حتّى وصلت.

لفظ الواقدي

من طريق محمَّد بن مسلمة وقد أسلفنا صدره في ص ١٣٢، ١٣٣، وإليك بقيَّته: فوجدنا فيه هذا الكتاب فإذا فيه:

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم. أمّا بعد: فإذا قدم عليك عبد الرّحمن بن عديس فاجلده مائة، واحلق رأسه ولحيته، واطل حبسه حتّى أتيك أمري، وعمرو بن الحمق، فافعل به مثل ذلك، وسودان بن حمران مثل ذلك، وعروة بن البيّاع الليثي مثل ذلك. قال: فقلت: وما يدريكم انَّ عثمان كتب بهذا؟ قالوا: فيقتات مروان على عثمان بهذا فهذا شرّ، فيخرج نفسه من هذا الأمر. ثمَّ قالوا: انطلق معنا إليه فقد كلّمنا عليّاً ووعدنا أن يكلّمه إذا صلّى الظهر وجئنا سعد بن أبي وقاص فقال: لا أدخل في أمركم، وجئنا سعيد