14%

كتاب انصاف عثمان

تأليف الاستاذ محمد احمد جاد المولى بك.

هذا الكتاب أخدع من السراب، صفرٌ من شواهد الإنصاف، شرجه الاستاذ من سلسلة أخبار مدسوسة وروايات مختلقة، وإن درس هو بزعمه تاريخ عثمان دراسة الحذر منها فقال في ديباجته ص ٤: درسنا تاريخ عثمان وعصره والثورة عليه دراسة الحذر من الأخبار المدسوسة، اليقظ لمواطن العبرة، المرجع كلّ حدث إلى بواعثه الأصليَّة وإن رانت عليها الشبهات.

ولم نكتفِ بما قال المؤرِّخون، بل مددنا بصرنا إلى أبعد مِن ذلك، فحللنا شخصيَّته، وبيَّنا ما لها من صلة بالثورة عليه، ودرسنا حال المسلمين وقد نعموا بالراحة والثراء وانساحوا في الأصقاع يخالطون الأعاجم ويصهرون إليهم ويتخلّقون بعاداتهم، وحال قريش وما أنتابها من تفرُّق وتنازع على الرياسة، وبيَّنا صلة ذلك بالتجنِّي على الخليفة، وجلونا الفتنة التي أرثها في الأمصار أعداء عثمان وأعداء الإسلام، ونخلنا ذلك كلّه وصفَّيناه، واستخلصنا منه الأسباب الصريحة للفتنة.

ولم نغفل أن نعرض لما اُخذ على عثمان، ولا أن ننتصف له حيث يستحقّ الإنصاف.

ومن حقّ عثمان أن تُخصَّص لدراسته ودراسة عصره عشرات الكتب، فإنَّه الخليفة المهضوم الحقّ، المظلوم في الحكم عليه، على ما له من سابقة وفضل وإصلاحات، وعصره عصر انتقال واضطراب وثورات سياسيَّة وإجتماعيَّة.

ونحن وإن بالغنا في الإحاطة وتوفّي الزلل عرضة للتقصير، ولكنّا اجتهدنا رأينا، فنرجوا أن نكون قد وُفِّقنا لإبراز صورةٍ واضحةٍ لهذه الحقبة من تاريخ المسلمين ففيها عِظاتٌ وعبر. والله المستعان.اهـ.

هذه لُفاظته، وهذا حسن طويَّته وحرصه على النجاح، غير انَّك تجده في جمعه وتأليفه كحاطب ليل رَزَم في حزمته كلَّ رطب ويابس، وجاء يخبط خبط عشواء من دون أيِّ فحص وتنقيب، لا يفقه ولا ينقِّه، لا يستصحب دراية في الحديث توقفه على الصحيح الثابت، وتعرّفه الزائف البهرج، ولا بصيرةً تميِّز له الحوَّ من اللوِّ، ولا علماً