_٤١_
الخليفة يخرج ابن مسعود من المسجد عنفاً
أخرج البلاذري في الأنساب ٥: ٣٦ قال: حدَّثني عبّاس بن هشام عن أبيه عن أبي مخنف وعوانة في إسنادهما: إنَّ عبد الله بن مسعود حين ألقى مفاتيح بيت المال إلى الوليد بن عقبة قال: مَن غيَّر غيَّر الله ما به. ومن بدَّل أسخط الله عليه، وما أرى صاحبكم إلّا وقد غيَّر وبدَّل، أيُعزل مثل سعد بن أبي وقاص ويولّى الوليد؟ وكان يتكلّم بكلام لا يدعه وهو:
إنَّ أصدق القول كتاب الله، وأحسن الهدى هدى محمَّدصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وشرَّ الاُمور محدثاتها، وكلّ محدَث بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار(١) .
فكتب الوليد إلى عثمان بذلك وقال: إنّه يعيبك ويطعن عليك، فكتب إليه عثمان يأمره بإشخاصه فاجتمع الناس فقالوا: أقم ونحن نمنعك أن يصل إليك شيءٌ تكرهه، فقال: إنَّ له عليَّ حقّ الطاعة ولا اُحبُّ أن أكون أوَّل من فتح باب الفتن. وفي لفظ أبي عمر: إنَّها ستكون امور وفتن لا اُحبّ أن أكون أوَّل من فتحها. فردَّ الناس وخرج اليه(٢) .
قال البلاذري: وشيّعه أهل الكوفة فأوصاهم بتقوى الله ولزوم القرآن فقالوا له: جزيت خيراً فلقد علّمتَ جاهلنا، وثبَّت عالمنا، وأقرأتنا القرآن، وفقَّهتنا في الدين، فنعم أخو الإسلام أنت ونعم الخليل، ثمَّ ودَّعوه وانصرفوا، وقدم ابن مسعود المدينة وعثمان يخطب على منبر رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فلمّا رآه قال: ألا إنّه قد قدمت عليكم دُويبة سوء من يمشي على طعامه يقيء ويسلح، فقال إبن مسعود: لست كذلك ولكني صاحب رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يوم بدر ويوم بيعة الرضوان. ونادت عائشة: أي عثمان! أتقول هذا لصاحب
____________________
١ - هذه جملة من كلمة ابن مسعود وقد اخرجها برمتها ابو نعيم فى حلية الاولياء ١: ١٣٨ وهى كلمة قيمة فيها فوائد جمة.
٢ - الاستيعاب ١: ٣٧٣.