9%

لتسمعنَّ وشيكاً في دياركُم

ألله أكبر يا ثارات عثمانا(١)

قال الأميني: يُعطينا الأخذ بمجامع هذه الأحاديث انَّ الإمامعليه‌السلام ما كان يرى الخليفة إمام عدل يسوءه قتله، أو يهمّه أمره يُسخطه التجمهر عليه، بل كان يعتزل عن أمره ويخشى أن يكون آثماً إن دؤب على الدفاع عنه، ولا يرى الثائرين عليه متحوِّبين في نهضتهم وإلّا لساءه ذلك فضلاً عن أن يسكت عنهم، أو يطريهم كما سمعته من كتابه إلى اهل مصر، أو يرى الخاذلين له خيراً ممَّن نصره، ولو كان يراه إمام عدل فأقلّ المراتب أن يقول: إنَّ ناصره خيرٌ من خاذله. بل الشأن هذا في أفراد المسلمين العدول من الرعيَّة فضلاً عن إمامها.

وحديث شكاية عثمان إلى عمّه العبّاس المتوفّى سنة ٣٢ يُعلمنا بأنَّ الخلاف والتشاجر بينهما كانا قبل تجمهر الثائرين عليه في أواسط أيّام خلافته قبل وفاته بأعوام وقول أمير المؤمنين له: لو أمرني عثمان أن أخرج من داري لخرجت. فيه إيعازٌ إلى أنَّ إنكارهعليه‌السلام على الرجل لم يكن قطّ في الملك، وما كان يرضى بشقِّ عصا المسلمين بالخلاف عليه في أمره، وإنَّما كان للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يك يرى لنفسه بُدًّا من ذلك.

ولو أمعنت النظر فيما سردناه من ألفاظه الدريَّة لا نفتح عليك أبواب من رأي الإمامعليه‌السلام في الخليفة لم نوعز إليها، ويُعرب عن رأيه فيه ما مرَّ في ج ٨ ص ٢٨٧ ط ٢ من خطبة لهعليه‌السلام خطبها في اليوم الثاني من بيعته من قوله: ألا إنَّ كلَّ قطيعة أقطعها عثمان. وكلَّ مال أعطاه من مال الله فهو مردودٌ في بيت المال. فلو كان الرجل إمام عدل عند الإمامعليه‌السلام لكان أخذه وردُّه وقطعه وعطاءه حجَّة لا يتطرَّق إليها الردُّ، ولكن...

١حديث عائشة

بنت أبي بكر اُمّ المؤمنين

١ - قال ابن سعد: لَمّا حُصر عثمان كان مروان يُقاتل دونه أشدَّ القتال، و أرادت عائشة الحجَّ وعثمان محصورٌ فأتاها مروان وزيد بن ثابت و عبد الرّحمن بن عتاب

____________________

١ - أنساب البلاذري ٥: ١٠٤.