2%

طالب، والذي بعثني بالحق نبيا، لا يقبل الله من عبد حسنة حتّى يسأله عن حب علي ابن أبي طالبعليه‌السلام وهو تعالى أعلم، فإن جاء بولايته قبل عمله على ماكان منه، وان لم يأت بولايته لم يسأله عن شئ، ثم أمر به إلى النار. يابن عباس، والذي بعثني بالحق نبيا، إن النار لاشد غضبا على مبغض علي منها على من زعم أن لله ولدا. يابن عباس، لو أن الملائكة المقربين والانبياء المرسلين اجتمعوا على بغض علي، ولن يفعلوا، لعذّبهم الله بالنار.

قلت: يا رسول الله، وهل يبغضه أحد؟ قال: يابن عباس نعم، يبغضه قوم يذكررن أنهم من أمتي، لم يجعل الله لهم في الاسلام نصيبا. يابن عباس، إن من علامة بغضهم تفضيلهم من هو دونه عليه، والذي بعثني بالحق نبيا، ما بعث النبيا أكرم عليه مني، ولا وصيّاً أكرم عليه من وصيّي عليّ.

قال ابن عباس: فلم أزل له كما أمرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووصاني بمودته، وإنه لاكبر عملي عندي.

قال ابن عباس: فلما مضى من الزمان ما مضى، وحضرت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوفاة حضرته، فقلت له: فداك أبي وأمي يا رسول الله، قد دنا أجلك، فما تأمرني؟

فقال: يابن عباس، خالف من خالف عليا، ولا تكونن لهم ظهيراً، ولا وليّاً.

قلت: يا رسول الله، فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته؟ قال: فبكىعليه‌السلام حتّى أغمي عليه، ثم قال: يابن عباس، قد سبق فيهم علم ربي، والذي بعثني بالحق نبيا لا يخرج أحد ممن خالفه من الدنيا وأنكر حقه حتّى يغير الله ما به من نعمة.

يابن عباس، إذا أردت أن تلقى الله وهو عنك راض، فاسلك طريقة عليّ بن أبي طالب، ومل معه حيث مال، وأرض به إماما، وعاد من عاداه، ووال من والاه.

يابن عباس، احذر أن يدخلك شك فيه، فإن الشك في علي كفر بالله (تعالى).

١٦٢/١٦ - أخبرني أبوعبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان، قال: أخبرني أبوالطيب الحسين بن محمّد التمار، قال: حدثني محمّد بن القاسم الانباري، قال: