2%

المؤوي لطريد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لكنكم صرتم بعده الامراء، وبايعكم على ذلك الاعداء وأبناء الاعداء.

قال: فحملناه، فأتينا به قبر أمه فاطمةعليها‌السلام فدفناه إلى جنبها (رضي الله عنه وأرضاه).

قال ابن عباس: وكنت أول من انصرف فسمعت اللغط وخفت أن يعجل الحسينعليه‌السلام على من قد أقبل، ورأيت شخصا علمت الشر فيه، فأقبلت مبادرا فإذا أنا بعائشة في أربعين راكبا على بغل مرحل تقدمهم وتأمرهم بالقتال، فلما رأتني قالت: إلي إلي يابن عباس، لقد اجترأتم علي في الدنيا تؤذونني مرة بعد أخرى، تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أهوى ولا أحب.

فقلت: واسوأتاه! يوم على بغل، ويوم على جمل، تريدين أن تطفئي فيه نور الله، وتقاتلي أولياء الله، وتحولي بين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبين حبيبه أن يدفن معه، ارجعي فقد كفى الله (تعالى) المؤنة، ودفن الحسن إلى جنب أمه، فلم يزدد من الله (تعالى) إلا قربا، وما ازددتم منه والله إلا بعدا، يا سوأتاه! انصرفي فقد رأيت ما سرك.

قال: فقطبت في وجهي، ونادت بأعلى صوتها: أما نسيتم الجمل يابن عباس، إنكم لذووا أحقاد. فقلت: أما والله ما نسيه أهل السماء، فكيف ينساه أهل الارض؟! فانصرفت وهي تقول:

فألقت عصاها فاستقرت بها النوى

كما قرعينا بالاياب المسافر

٢٦٨/٢٠ - حدّثنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثنا أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن. قولويهرحمه‌الله ، قال: حدثني أبي، قال: حدثني سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب الزراد، عن أبي محمّد الانصاري، عن معاوية بن وهب، قال: كنت جالسا عند جعفر بن محمّدعليهما‌السلام إذ جاء شيخ قد انحنى من الكبر، فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته. فقال له أبوعبدالله: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، يا شيخ ادن مني، فدنا منه فقبل يده فبكى، فقال له أبوعبداللهعليه‌السلام : وما يبكيك يا شيخ؟

قال له: يابن رسول الله، أنا مقيم على رجاء منكم منذ نحو من مائة سنة، أقول