2%

قال: بما أخبرتك به من علمي بما كان وما يكون.

قال الجاثليق: فهلم شيئا من ذكر ذلك اتحقق به دعواك.

فقال أميرالمؤمنينعليه‌السلام : خرجت - أيها النصراني - من مستقرك مستفزا لمن قصدت بسؤالك له، مضمرا خلاف ما أظهرت من الطلب والاسترشاد، فأريت في منامك مقامي، وحدثت فيه بكلامي، وحذرت فيه من خلافي، وأمرت فيه باتباعي. قال: صدقت والله الذي بعث المسيح، وما اطلع على ما أخبرتني به إلا الله تعالى، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمّدا رسول الله، وأنك وصي رسول الله، وأحق الناس بمقامه. وأسلم الذين كانوا معه كاسلامه وقالوا: نرجع إلى صاحبنا، فنخبره بما وجدنا عليه هذا الامر وندعوه إلى الحق.

فقال له عمر: الحمد لله الذي هداك - أيها الرجل - إلى الحق وهدى من معك إليه، غير أنه يجب أن تعلم أن علم النبوة في أهل بيت صاحبها، والامر من بعده لمن خاطبت أولا برضا الامة واصطلاحها عليه، وتخبر صاحبك بذلك وتدعوه إلى طاعة الخليفة. فقال: قد عرفت - أيها الرجل - وأنا على يقين من أمري فيما أسررت وأعلنت.

وانصرف الناس وتقدم عمر ألا يذكر ذلك المقام من بعد، وتوعد على من ذكره بالعقاب، وقال: أما والله لولا أنني أخاف أن يقول الناس: قتل مسلما، لقتلت هذا الشيخ ومن معه، فإني اظن أنهم شياطين أرادوا الافساد على هذه الامة وايقاع الفرقة بينها.

فقال أميرالمؤمنينعليه‌السلام لي: يا سلمان، اما ترى كيف يظهر الله الحجة لاوليائه، وما يزيد بذلك قومنا عنا إلا نفوراً!

٣٨٣/٣٣ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبوالحسن عليّ بن خالد، قال: حدّثنا أبوالحسين العباس بن المغيرة الجوهري، قال: حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال: حدّثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، عن نصر بن عاصم الليثي، عن خالد بن خالد اليشكري، قال: خرجت سنة فتح تستر حتّى قدمت الكوفة،