2%

فدخلت المسجد، فإذا أنا بحلقتن فيها رجل جهم(١) من الرجال فقلت: من هذا؟ فقال القوم: أما تعرفه؟ قلت: لا. قالوا: هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قال. فقعدت إليه فحدث القوم، فقال: إن الناس كانوا يسألون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الخير، وكنت أساله عن الشر، فانكر ذلك القوم عليه، فقال: سأحدثكم بما أنكرتم: أنه جاء أمر الاسلام، فجاء أمر ليس كامر الجاهلية، وكنت أعطيت من القران فقها، وكانوا يجيئون فيسألون النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت أنا: يا رسول الله، أيكون بعد هذا الخير شر؟ قال: نعم. قلت: فما العصمة منه. قال: السيف. قال: قلت: وهل بعد السيف بقية؟ قال: نعم، تكون إمارة على إقذاء وهدنة على دخن. قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم تفشو دعاة الضلالة، فإن رأيت يومئذ خليفة عدل فالزمه، والا فمت عاضا على جذل شجرة(٢) .

٣٨٤/٣٤ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوعبدالله الحسين بن أحمد بن المغيرة، قال: حدّثنا أبوأحمد حيدر بن محمّد، قال: حدّثنا أبوعمرو محمّد ابن عمر الكشي، قال: حدّثنا جعفر بن أحمد، عن أيوب بن نوح، عن نوح بن دراج، عن إبراهيم المخارقي، قال: وصفت لابي عبدالله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، ديني فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رسول الله، وأن عليا إمام عدل بعده، ثم الحسن والحسين، ثم عليّ بن الحسين، ثم محمّد بن علي، ثم أنت.

فقال: رحمك الله. ثم قال: اتقوا الله، اتقوا الله، اتقوا الله، عليكم بالورع وصدق الحديث، وأداء الامانة، وعفة البطن والفرج، تكونوا معنا بالرفيق الاعلى.

٣٨٥/٣٥ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر

____________________

(١) الجهم: الكريه الوجه، وتطلق على الوجه الغليظ المجتمع.

(٢) جذل الشجرة: في أصلها.