2%

سرمن رأى، قال: كان المتوكل ركب إلى الجامع، ومعه عدد ممن يصلح للخطابة، وكان فيهم رجل من ولد العباس بن محمّد يلقب بهريسة، وكان المتوكل يحقره، فتقدم إليه أن يخطب يوما فخطب وأحسن، فتقدم المتوكل يصلي، فسابقه من قبل أن ينزل من المنبر، فجاء فجذب منطقته من ورائه، وقال: يا أميرالمؤمنين، من خطب يصلي. فقال المتوكل: أردنا أن نخجله فأخجلنا.

وكان أحد الاشرار، فقال يوما للمتوكل: ما يعمل أحد بك أكثر مما تعمله بنفسك في عليّ بن محمّد، فلا يبقى في الدار إلا من يخدمه، ولا يتبعونه بشيل ستر ولا فتح باب ولا شئ، وهذا إذا علمه الناس قالوا: لو لم يعلم استحقاقه للامر ما فعل به هذا، دعه إذا دخل يشيل الستر لنفسه ويمشي كما يمشي غيره، فتمسه بعض الجفوة، فتقدم ألا يخدم ولايشال بين يديه ستر، وكان المتوكل ما رئي أحد ممن يهتم بالخبر مثله. قال: فكتب صاحب الخبر إليه أن عليّ بن محمّد دخل الدار، فلم يخدم ولم يشل أحد بين يديه ستر، فهب هواء رفع الستر له فدخل، فقال: اعرفوا خبر خروجه، فذكر صاحب الخبر أن هواء خالف ذلك الهواء شال الستر له حتّى خرج، فقال: ليس نريد هواء يشيل الستر، شيلوا الستر بين يديه.

٥٥٧/٤ - قال: ودخلعليه‌السلام يوما على المتوكل فقال: يا أبا الحسن، من أشعر الناس، وكان قد سأل قبله ابن الجهم، فذكر شعراء الجاهلية وشعراء الاسلام، فلما سأل الامامعليه‌السلام قال: فلان بن فلان العلوي. قال ابن الفحام: وأحسبه الحماني. قال: حيث يقول:

لقد فاخرتنا من قريش عصابة

بمط خدود وامتداد أصابع

فلما تنازعنا القضاء قضى لنا

عليهم بما نهوى نداء الصوامع

قال: وما نداء الصوامع، يا أبا الحسن؟ قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمّدا رسول الله، جدي أم جدك؟ فضحك المتوكل، ثم قال: هو جدك، لا ندفعك عنه.

٥٥٨/٥ - قال أبومحمّد الفحام: وحدثني أبوالطيب، وكان لا يدخل المشهد ويزور من وراء الشباك، فقال لي: جئت يوم عاشوراء نصف نهار ظهير والشمس تغلي،