2%

خرج وليه إلى المسجد، فلما أن صلى محمّد بن عليّعليه‌السلام وتورك - وكان إذا صلى عقب في مجلسه - قال له: يا أبا جعفر، إن فلانا الشامي قد هلك، وهو يسألك أن تصلي عليه. فقال أبوجعفر: كلا، إن بلاد الشام بلاد صر(١) وبلاد الحجاز بلاد حر ولحمها شديد، فانطلق فلا تعجلن على صاحبك حتّى آتيكم، ثم قام من مجلسه، فأخذ وضوءا، ثم عاد فصلى ركعتين، ثم مد يده تلقاء وجهه ما شاء الله ثم خر ساجدا حتّى طلعت الشمس.

ثم نهض فانتهى إلى منزل الشامي، فدخل عليه، فدعاه فأجابه، ثم أجلسه فسنده، ودعا له بسويق فسقاه، فقال لأهله: املأوا جوفه، وبردوا صدره بالطعام البارد؟ ثم انصرف، فلم يلبث إلا قليلا حتّى عوفي الشامي، فأتى أبا جعفرعليه‌السلام فقال: أخلني، فأخلاه، فقال: أشهد أنك حجة الله على خلقه، وبابه الذي يؤتى منه، فمن أتى من غيرك خاب وخسر وضل ضلالا بعيدا.

قال له أبوجعفرعليه‌السلام : وما بدا لك؟ قال: أشهد أني عهدت بروحي وعاينت بعيني، فلم يتفاجأني إلا ومناد ينادي، أسمعه بأذني ينادي وما أنا بالنائم: ردوا عليه روحه، فقد سألنا ذلك محمّد بن علي.

فقال له أبوجعفرعليه‌السلام : أما علمت أن الله يحب العبد ويبغض عمله ويبغض العبد ويحب عمله؟ قال: فصار بعد ذلك من أصحاب أبي جعفرعليه‌السلام .

انتهت أخبار الاحمري.

٩٢٤/٧٢ - أخبرنا أبوعبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان، قال: أخبرنا أبوالحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي عمير، عن حنان بن سدير، عن أبيه، قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : إني لألقى الرجل لم أره ولم يرني فيما مضى قبل يومه ذلك فأحبه حبا شديدا، فإذا كلمته وجدته لي على مثل ما أنا عليه له

____________________

(١) الصبر: البرد الشديد.