2%

فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم لي. قال: ففعلت ثم جمعتهم، فدعاني بالطعام فقربته لهم، ففعل كما فعل بالامس، وأكلوا حتّى ما لهم به من حاجة، ثم قال: اسقهم، فجئتهم بذلك العس فشربوا حتّى رووا منه جميعا.

ثم تكلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا بني عبد المطلب، إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله (عزّوجلّ) أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤمن بي ويؤازرني على أمري، فيكون أخي ووصيي ووزيري وخليفتي في أهلي من بعدي؟ قال: فأمسك القوم، وأحجموا عنها جميعا. قال: فقمت وإني لاحدثهم سنا، وأرمصهم(١) عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم(٢) ساقا. فقلت: أنا يا نبي الله أكون وزيرك على ما بعثك الله به. قال: فأخذ بيدي ثم قال: إن هذا أخي ووصيي ووزيري وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لابي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.

١٢٠٧/١٢ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثني أحمد ابن عيسى بن محمّد بن الفراء الكبير سنة عشر وثلاث مائة، قال: حدّثنا القاسم بن إسماعيل الانباري، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الحميد، قال: حدّثنا معتب مولى عبدالله بن مسلم، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد، عن أبيهعليهما‌السلام ، عن جابر بن عبدالله الانصاري، قال: جاء أعرابي إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يارسول الله، هل للجنة من ثمن؟ قال: نعم.

قال: ما ثمنها؟ قال: « لا إله إلا الله » يقولها العبد الصالح مخلصا بها.

قال: وما إخلاصها؟ قال: العمل بما بعثت به في حقه، وحب أهل بيتي.

قال: وحب أهل بيتك لمن حقها؟ قال: أجل، إن حبهم لاعظم حقها.

____________________

(١) الارمص: الذي في عينه الرمص، وهو وسخ أبيض جامد يجتمع في الموق.

(٢) أحمش الساقين: دقيقهما.