2%

تركه أيضا، فقالوا له وسألوه، فقال: لا والله لا أذكره بشتيمة أبدا، بينا أنا نائم والناس قد جمعوا فيأتون النبيّعليه‌السلام فيقول لرجل: اسقهم، حتّى وردت على النبيّعليه‌السلام فقال له: اسقه، فطردني فشكوت ذلك إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت: يا رسول الله، مره فليسقني. قال: اسقه، فسقاني قطرانا، فأصبحت وأنا أتحشاه.

١٢٧٩/١٥ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أحمد ابن جعفر بن محمّد بن أصرم البجلي بالكوفة، قال: حدّثنا محمّد بن عمارة الاسدي، قال: أخبرني يحيى بن ثعلبة، قال: وحدثني أبونعيم محمّد بن جعفر بن محمّد الحافظ بالرملة، قال: حدّثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، قال: حدّثنا هشام بن محمّد بن السائب أبوالمنذر، قال: حدثني يحيى بن ثعلبة أبوالمقوم الانصاري، عن أمه عائشة بنت عبدالرحمن بن السائب، عن أبيها، قال: جمع زياد بن أبيه شيوخ أهل الكوفة وأشرافهم في مسجد الرحبة ليحملهم على سب أميرالمؤمنينعليه‌السلام والبراءة منه، وكنت فيهم، فكان الناس من ذلك في أمر عظيم، فغلبتني عيناي فنمت، فرأيت في النوم شيئا طويلا، طويل العنق، أهدل، أهدب(١) فقلت: من أنت؟ فقال: أنا النقاد ذو الرقبة. قلت: وما النقاد؟ قال: طاعون بعثت إلى صاحب هذا القصر لاجتثه من جديد الاض، كما عتا وحاول ما ليس له بحق. قال: فانتبهت فزعا، وأنا في جماعة من قومي، فقلت: هل رأيتم ما رأيت؟ فقال رجلان منهم. رأينا كيت وكيت بالصفة، وقال الباقون: ما رأينا شيئا، فما كان بأسرع من أن خرج خارج من دار زياد، فقال: يا هؤلاء انصرفوا، فإن الامير عنكم مشغول، فسألناه عن خبره، فخبرنا أنه طعن في ذلك الوقت، فما تفرقنا حتّى سمعنا الواعية عليه، فأنشأت أقول في ذلك:

قد جشم الناس أمرا ضاق ذرعهم

بحملهم حين ناداهم إلى الرحبة

يدعو على ناصر الاسلام حين يرى

له على المشركين الطول والغلبة

ما كان منتهيا عما أراد بنا

حتّى تناوله النقاد ذو الرقبه

____________________

(١) الاهدل: المسترخي المشفر أو الشفة، والاهدب: الذي طال هدب عينيه، وكثرت أشفارهما.