2%

الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ بن موسى، عن أبيه عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفرعليهم‌السلام ، قال: قيل للصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام : صف لنا الموت. قال: للمؤمن كأطيب طيب يشمه فينعس لطيبه، ويقطع التعب والالم عنه، وللكافر كلسع الافاعي ولذع العقارب وأشد.

١٣٥٣/٣ - وعنه، قال: أخبرنا الحسين بن عبيدالله، عن عليّ بن محمّد بن محمّد العلوي، قال: حدثني محمّد بن موسى الرقي، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني، عن أبيه، عن أبان مولى زيد بن علي، عن عاصم بن بهدلة، عن شريح القاضي، قال: قال أميرالمؤمنينعليه‌السلام لاصحابه يوما وهو يعظهم: ترصدوا مواعيد الآجال، وباشروها بمحاسن الاعمال، ولا تركنوا إلى ذخائر الاموال، فتخليكم خدائع الآمال، إن الدنيا خداعة صراعة، مكارة غزارة سحارة، أنهارها لامعة، وثمراتها يانعة، ظاهرها سرور، وباطنها غرور، تأكلكم بأضراس المنايا، وتبيركم بأتلاف الرزايا، لهم بها أولاد الموت، وآثروا زينتها، فطلبوا رتبتها، جهل الرجل، ومن ذلك الرجل المولع بلذاتها، والساكن إلى فرحتها، والآمن لغدرتها!

درات عليكم بصروفها، ورمتكم بسهام حتوفها، فهي تنزع أرواحكم نزعا، وأنتم تجمعون لها جمعا، للموت تولدون، وإلى القبور تنقلون، وعلى التراب تنومون، وإلى الدود تسلمون، وإلى الحساب تبعثون.

يا ذا الحيل والآراء، والفقه والانباء، اذكروا مصارع الآباء، فكأنكم بالنفوس قد سلبت، وبالابدان قد عريت، وبالمواريث قد قسمت، فتصير - يا ذا الدلال والهيئة والجمال - إلى منزلة شعثاء، ومحلة غبراء، فتنوم على خدك في لحدك، في منزل قل زواره، ومل عماله، حتّى تشق عن القبور وتبعث إلى النشور، فان ختم لك بالسعادة صرت إلى الحبور، وأنت ملك مطاع، وآمن لا يراع، يطوف عليكم ولدان كأنهم الجمان بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين، أهل الجنة فيها يتنعمون، وأهل النار فيها يعذبون، هؤلاء في السندس والحرير يتبخترون، وهؤلاء في الجحيم والسعير