2%

حدّثنا عبدالله بن الازرق الشيباني، قال: حدّثنا أبوالجحاف، عن معاوية بن ثعلبة، قال: لما استوسق(١) الامر لمعاوية بن أبي سفيان أنفذ بسر بن أرطاة إلى الحجاز في طلب شيعة أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، وكان على مكة عبيدالله بن العباس بن عبد المطلب، فطلبه فلم يقدر عليه، فأخبر أن له ولدين صبيين فبحث عنهما فوجدهما وأخذهما، فأخرجهما من الموضع الذي كانا فيه، ولهما ذؤابتان، فأمر بذبحهما فذبحا، وبلغ أمهما الخبر، فكادت نفسها تخرج، ثم أنشأت تقول:

ها من أحس بنيي اللذين هما

كالدرتين تشظا عنهما الصدف

ها من أحس بنين اللذين هما

سمعي وعيني فقلبي اليوم يختطف

نبئت بسرا وما صدقت ما زعموا

من قولهم ومن الافك الذي اقترفوا

أحنى على ودجى طفلي مرهفة

مشحودة وكذاك الظلم والسرف

من دل والهة عبرى مفجعة

على صبيين فاتا إذ مضى السلف

قال: ثم اجتمع عبيدالله بن عباس من بعد ببسر بن أرطاة عند معاوية، فقال معاوية لعبيدالله: أتعرف هذا الشيخ قاتل الصبيين؟ قال بسر: نعم أنا قاتلهما فمه؟ فقال عبيدالله: لو أنّ لي سيفا!

قال بسر: فهاك سيفي، وأومأ إلى سيفه، فزبره فعاوية وانتهره، وقال: أنى لك من شيخ، ما أحمقك! تعمد إلى رجل قد قتلت ابنيه فتعطيه سيفك، كأنك لا تعرف أكباد بني هاشم، والله لو دفعته إليه لبدأ بك وثنى بي. فقال عبيدالله: بل والله كنت أبدأ بك ثم أثني به.

١١٢/٢١ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي، قال: حدّثنا أبوالعباس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان، قال: حدثني أبي، قال: حدّثنا إبراهيم بن الحكم، عن المسعودي، قال: حدّثنا الحارث بن حصيرة، عن عمران بن الحصين، قال: كنت أنا

____________________

(١) أي انتظم.