2%

وكن لله يا بني عاملا، وعن الخنا(١) زخورا، وبالمعروف امرا، وعن المنكر ناهيا، وواخ الاخوان في الله، وأحب الصالح لصلاحه، ودار الفاسق عن دينك، وابغضه بقلبك، وزايله بأعمالك، كي لا تكون مثله، وإياك والجلوس في الطرقات، ودع المماراة، ومجاراة من لا عقل له ولا علم.

واقتصد يا بني في معيشتك، واقتصد في عبادتك، وعليك فيها بالامر الدائم الذي تطيقه، والزم الصمت تسلم، وقدم لنفسك تغنم، وتعلم الخير تعلم، وكن لله ذاكرا على كل حال، وارحم من أهلك الصغير، ووقر منهم الكبير، ولا تأكلن طعاما حثى تتصدق منه قبل أكله، وعليك بالصوم فإنه زكاة البدن وجنة لاهله، وجاهد نفسك، واحذر جليسك، واجتنب عدوك، وعليك بمجالس الذكر، واكثر من الدعاء فإني لم آلك يا بني نصحا، وهذا فراق بيني وببنك.

وأوصيك بأخيك محمّد خيرا، فإنه شقيقك وابن أبيك، وقد تعلم حبي له، فأما أخوك الحسين فهو ابن أمك، ولا أزيد الوصاة بذلك، والله الخليفة عليكم، وإياه أسأل أن يصلحكم، وأن يكف الطغاة البغاة عنكم، والصبر الصبر حثى ينزل الله الامر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

٩/٩ - حدّثنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوالحسن عليّ بن محمّد الكاتب، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ الزعفراني، قال: حدّثنا أبوإسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدّثنا المسعودي، قال: حدّثنا محمّد بن كثير، عن يحيى بن حماد القطان، قال: حدّثنا أبومحمّد الحضرمي، عن أبي علي الهمداني: أن عبدالرحمن بن أبي ليلى قام إلى أميرالمؤمنينعليه‌السلام فقال: يا أميرا إني لمؤمنين،سائلك لاخذ عنك، وقد انتظرنا أن تقول من أمرك شيئا فلم تقله، ألا تحدّثنا عن أمرك هذا، أكان بعهد من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أم شئ رأيته؟ فإنا قد أكثرنا فيك الاقاويل، وأوثقه عندنا ما قلناه عنك وسمعناه من فيك، إنا كنا نقول: لو رجعت إليكم

____________________

(١) الخنا: الفحش في الكلام.