2%

ليلة عاشورا، فإني جالس بالرابية ومعي رجل من الحي فسمعنا هاتفا يقول:

والله ما جئتكم حتّى بصرت به

بالطف منعفر الخدين منحورا

وحوله فتية تدمى نحورهم

مثل المصابيح يطفون الدجى نورا

وقد حثثت قلوصي(١) كي أصادفهم

من قبل أن يتلاقى الخرد(٢) الحورا

فعاقني قدر والله بالغه

وكان أمرا قضاه الله مقدورا

كان الحسين سراجا يستضاء به

الله يعلم أني لم أقل زورا

صلى الاله على جسم تضمنه

قبر الحسين حليف الخير مقبورا

مجاورا لرسول الله في غرف

وللرصي وللطيار مسرورا

فقلت له: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا وأبي من جن نصيبين، أردنا مؤازرة الحسينعليه‌السلام ومواساته بأنفسنا، فانصرفنا من الحج فأصبناه قتيلا.

١٤٢/٥١ - أخبرنا أبوعبدالله محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوعبيدالله محمّد بن عمران المرزباني، قال: حدثني أحمد بن محمّد الجوهري، قال: حدّثنا محمّد بن مهران، قال: حدّثنا موسى بن عبدالرحمن المسروقي، عن عمر بن عبد الواحد، عن إسماعيل بن راشد، عن حذلم بن ستير(٣) ، قال: قدمت الكوفة في المحرم من سنة إحدى وستين، منصرف عليّ بن الحسينعليهما‌السلام بالنسوة من كربلاء ومعهم الاجناد يحيطون بهم، وقد خرج الناس للنظر إليهم، فلما أقبل بهم على الجمال بغير وطاء جعل نساء الكوفة يبكين، ويلتدمن(٤) ، فسمعت عليّ بن الحسينعليه‌السلام وهو يقول بصوت ضئيل، وقد نهكته العلة، وفي عنقه الجامعة، ويده مغلولة إلى عنقه: إن هؤلاء النسوة يبكين، فمن قتلنا؟!

____________________

(١) القلوص: الناقة الشابة.

(٢) الخرد: جمع خرود، البكر التي لم تمس.

(٣) في نسخة: كثير.

(٤) التدمت المرأة: ضربت صدرها في النياحة، وقيل: ضربت وجهها في المأتم.