من الغرق وأهل بيتي أمان لأمّتي من الاختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس»(١) .
وما تقدّم يدلّ دلالة واضحة على إمامة الحسنعليهالسلام فهو إمام مفترض الطاعة منصّب من الله تعالى ومن رسولهصلىاللهعليهوآله ،وهو المقتدى به في أقواله وأفعاله؛ وعلى ضوء ذلك فهو المقياس الذي تقاس به أفكار ومواقف الآخرين ،فمن وافقه نجا ،ومن خالفه خسر وهوى؛ ولهذا فلا يعذر من خالفه ومن قاتله كمعاوية ،فهو ليس مجتهداً فأخطأ ،كما يزعم أنصار الشجرة الملعونة(٢) بل هو من البغاة العتاة المردة مع سبق الإصرار؛ لأنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآله قد ألقى الحجّة على المسلمين بالنصّ على إمامة سبطه الحسنعليهالسلام وعلى عصمته وصحّة أفكاره ومواقفه ،فلا تجوز مخالفته فضلاً عن التمرّد على خلافته بالعصيان العسكري.
الفصل الثاني
الإمام الحسنعليهالسلام في عهد الثلاثة
بعد وفاة رسول اللهصلىاللهعليهوآله وفي ظرف انشغال الإمام عليعليهالسلام وبني هاشم بمراسيم دفنهصلىاللهعليهوآله حدث صراع واضح المعالم بين بعض المهاجرينـوعلى رأسهم أبي بكر وعمرـوالأنصار ،تخلّلته جميع عوامل الصراع من منافسة ذاتية وحسد وروح قبلية واستخدام المناورة للوصول إلى السلطة ،وقد تم لقريش ما بيّتته وأزيح أمير المؤمنينعليهالسلام عن منصبه وتولىٰ السلطة أبو بكر لا عن نص أو مشورة.
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٤٩.
(٢) الصواعق المحرقة :٣٢٨.