الفصل الأوّل
الإمام الحسنعليهالسلام في عهد رسول اللهصلىاللهعليهوآله
ولد الإمام الحسنعليهالسلام في حياة جدّه رسول اللهصلىاللهعليهوآله وعاش في ظلّ رعايته وتربيته سبع سنوات وستّة أشهر ،وكانت هذه الفترة كافية للسموّ والتكامل والارتقاء إلى أعلى قمم الإيمان والتقوى والصلاح. حيث تلقّى رعاية خاصّة من جدّه رسول اللهصلىاللهعليهوآله ابتدأت من اللحظات الأولى لولادته. حيث أذّن رسول اللهصلىاللهعليهوآله في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ،ولهذه الممارسة نتائج إيجابية على شخصية الإنسان المستقبلية كما ورد عن رسول اللهصلىاللهعليهوآله أنّه قال : « من ولد له مولود فيؤذّن في أذنه اليمنى بأذان الصلاة ،وليقم في اليسرى؛ فإنّها عصمة من الشيطان الرجيم»(١) . ومن الطبيعي أن تصل هذه العصمة إلى قمّتها حينما يكون رسول اللهصلىاللهعليهوآله هو من يفعل ذلك ،وبمن؟ بسبطه ابن علي وفاطمة صلوات الله عليهم. وهكذا أحيط الحسنعليهالسلام منذ نعومة أظفاره بجميع مقوّمات التربية والتعليم والرعاية النفسية والروحية؛ فأصبح بهذه المقوّماتـومن قبلها الرعاية الإلهيّة ـ معصوماً بإرادته.
التقدير والتكريم والاهتمام : دلّت الدراسات العلمية والنفسية على دور التقدير والتكريم في مرحلة الطفولة في بناء شخصية الإنسان في جميع مقوّماتها الفكرية والعاطفية والسلوكية ،وقد ثبت « أنّ نموّ الطفل متكيّفاً تكيّفاً حسناً وكينونته راشداً صالحاً يتوقّف على ما إذا كان الطفل محبوباً مقبولاً شاعراً
__________________
(١) الكافي ٦:٢٤ / ٦ كتاب العقيقة ،باب :ما يفعل بالمولود.