4%

[ الفصل الثالث ]

( ج ) فصل

في الفصل بين الجنس والمادة

والذي يلزمنا الآن هو أن نعرف طبيعة الجنس والنوع. فأما أن الجنس على كم شيء يدل فقد كان يدل (١) في زمان اليونانيين على معان كثيرة (٢) ، وقد ذهب استعمالها في زماننا. فالجنس (٣) في صناعتنا لا يدل إلا على المعنى المنطقي المعلوم ، وعلى الموضوع ، وربما استعملنا لفظ الجنس مكان النوع (٤) فقلنا (٥) : ليس كذا من جنس كذا أي من نوعه أو من جملة ما يشاركه في حده. والنوع أيضا ليس (٦) يدل عندنا الآن في زماننا وعادتنا في الكتب العلمية إلا على النوع المنطقي ، وعلى صور الأشياء.

وغرضنا الآن فيما يستعمله المنطقيون من ذلك فنقول : إن المعنى الذي يدل عليه بلفظة (٧) الجنس ليس يكون جنسا إلا على نحو من التصور ، إذا تغير عنه ولو بأدنى اعتبار لم يكن جنسا ، وكذلك كل واحد من الكليات المشهورة (٨). ولنجعل بياننا في الجنس (٩) وفي (١٠) مثال يكثر إشكاله على المتوسطين في النظر فنقول : إن الجسم قد يقال له (١١) إنه جنس الإنسان وقد يقال له (١٢) إنه مادة الإنسان ، فإن كان مادة الإنسان كان لا محالة جزءا من وجوده واستحال أن يحمل ذلك الجزء

__________________

(١) كان يدل : كان ط

(٢) كثيره : ساقطة من ص ، م

(٣) فالجنس : والجنس ص

(٤) مكان النوع : ساقطة من م

(٥) فقلنا : قلنا ط

(٦) ليس : ساقطة من ط

(٧) بلفظة : بلفظ ج ، د

(٨) المشهورة : المشهورات ج ، ط

(٩) الجنس : الجسم ط

(١٠) وفى : فى د

(١١) له ( الأولى ) : ساقطة من د ، ط ، م

(١٢) وقد يقال له : ويقال له ب ؛ وقد ج ، ص ، ط.