4%

ونرجع إلى ما كنا فيه فنقول : أما (١) الفاعل الذي يعرض له أن يكون فاعلا فلا بد له (٢) من مادة يفعل فيها ، لأن كل حادث ، كما علمت ، يحتاج إلى مادة فربما فعل دفعة ، وربما فعل (٣) بالتحريك فيكون مبدأ الحركة ، وإذا قال الطبيعيون للفاعل ، مبدأ الحركة ، عنوا به الحركات الأربع ، وتساهلوا في هذا الموضع فجعلوا الكون والفساد حركة. وقد يكون الفاعل بذاته فاعلا ، وقد يكون بقوة ، فالذي (٤) بذاته ، فمثل الحرارة لو كانت موجودة مجردة تفعل ، فكان (٥) يصدر عنها ما يصدر لأنها حرارة فقط ، وأما الفاعل بقوة ، فمثل النار بحرارتها وقد عددنا في موضع آخر (٦) أصناف القوى.

[ الفصل الثالث ]

( ج ) فصل

(٧) في مناسبة (٨) ما بين العلل الفاعلية ومعلولاتها

نقول إنه (٩) ليس الفاعل كل ما أفاد وجودا أفاده مثل نفسه ، فربما أفاد وجودا مثل نفسه وربما أفاد وجودا ، لا مثل (١٠) نفسه ، كالنار تسود ، أو كالحرارة (١١) تسخن ، والفاعل الذي يفعل وجودا مثل نفسه ، فإن المشهور أنه أولى وأقوى في الطبيعة التي يفيدها من غيره ، وليس هذا المشهور ببين ولا بحق (١٢) من كل وجه ، إلا أن يكون ما يفيده هو نفس الوجود والحقيقة ، فحينئذ يكون المفيد أولى بما يفيده من المستفيد.

ولنعد من رأس فنقول : إن العلل لا تخلو إما أن تكون عللا للمعلولات في نحو وجود أنفسها ، وإما أن تكون عللا للمعلولات في وجود آخر ، مثال الأول : تسخين النار (١٣) ، ومثال الثاني : تسخين الحركة ، وحدوث التخلخل من الحرارة ، وأشياء كثيرة مشابهة لذلك.

__________________

(١) أما : وأما ب ، ح ، د ، ص

(٢) فلا بد له : فلا بد ج ، ص ، م

(٣) فعل : كان فعله ب. (٤) فالذى : والذي ب ، ط ، م

(٥) فكان : وكان ح ، ط : كما ب. (٦) فى موضع آخر : فى مواضع أخر ح ، ص

(٧) فصل : الفصل الثالث ط ؛ ساقطة من د. (٨) مناسبة : المناسبة م

(٩) إنه : ساقطة من ح ، ص. (١٠) لا مثل : كله ب. (١١) أو كالحرارة : أو كالحركة ط ، م : وكالحركة ب ، ح. (١٢) بحق : حق م

(١٣) النار : ساقطة من ب.