4%

وأما ما فيها من استعمال هذه القوى فلمصالح دنيوية ، وأما استعمال اللذات فلبقاء البدن والنسل ، وأما الشجاعة فلبقاء المدينة

والرذائل الإفراطية تجتنب لضررها في المصالح الإنسانية ، والتفريطية لضررها في المدينة. والحكمة الفضيلية (١) التي هي ثالثة العفة والشجاعة فليس يعنى بها الحكمة النظرية ، فإنها لا يكلف فيها التوسط البتة ، بل الحكمة العملية التي في الأفعال الدنيوية والتصرفات الدنيوية ، فإن الإمعان في تعريفها (٢) والحرص على التفنن (٣) في توجيه الفوائد من كل وجه (٤) منها ، واجتناب أسباب المضار من كل وجه ، حتى يتبع ذلك وصول أضداد ما يطلبه لنفسه إلى شركائه ، أو يشغله عن اكتساب الفضائل الأخرى ، فهو (٥) الجربزة ، وجعل اليد مغلولة إلى العنق هو إضاعة من الإنسان نفسه وعمره وآلة صلاحه وبقائه إلى وقت استكماله ، ولأن الدواعي شهوانية ، وغضبية ، وتدبيرية. فالفضائل ثلاثة : هيئة التوسط في الشهوانية (٦) مثل لذة المنكوح والمطعوم والملبوس والراحة وغير ذلك من اللذات الحسية والوهمية (٧) ، وهيئة التوسط في الغضبيات كلها مثل الخوف والغضب والغم والأنفة (٨) والحقد والحسد وغير ذلك ، وهيئة التوسط في التدبيرية. ورءوس هذه الفضائل عفة وحكمة (٩) وشجاعة ، ومجموعها العدالة ، وهي خارجة عن (١٠) الفضيلة النظرية ، ومن اجتمعت له معها الحكمة النظرية فقد سعد ، ومن فاز مع ذلك بالخواص النبوية كاد (١١) أن يصير ربا إنسانيا وكاد أن تحل (١٢) عبادته بعد (١٣) الله تعالى (١٤) ، وهو سلطان (١٥) العالم الأرضضي وخليفة الله فيه (١٦).

__________________

(١) الفضيلية : الفضيلة ح ، د ، ص ، ط. (٢) تعريفها : تعرفها ب ، ح ، ص ، ط. (٣) التفنن : التيقن ح ، ص. (٤) وجه : جهة ب. (٥) فهو : فهى ص. (٦) الشهوانية : الشهوانيات د. (٧) والوهمية : والوهية ط. (٨) والأنقة : والألفة ص. (٩) عفة وحكمة : حكمة وعفة ح ، ص. (١٠) عن : + الحكمة ح. (١١) كاد : يكاد ب. (١٢) وكاد أن تحل : فكاد أن تحل د ؛ أو كاد أن يحل ح ؛ وكاد د ، ط. (١٣) بعد : بعيد د. (١٤) تعالى : ساقطة من د ؛ + وكاد أن يفوض إليه أمور عباد الله ح. (١٥) سلطان : السلطان ص. (١٦) فيه : + قد تم الكتاب المسمى بالشفاء على يد الأقل عبد الكريم الشريف الشيرازى فى شهر محرم الحرام سنة ثلاث وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة النبوية ط ؛ + تم بحث الالهى من كتاب الشفاء والحمد لله رب العالمين كاتبه العبد الضعيف الجانى ابن شمس الدين عماد الدين محمود الكرمانى ، فى عام ٦٨٣ ح ؛ + تم بالخير. وقع الفراغ من مشقة كتابته يوم الأربعاء .. خامس عشر من شهر شوال سنة أربع وثمان وألف هجرية على يد الفقير الحقير صقر الكرمانى. اللهم اغفر ذنوبه بحق محمد وآله وأولاده أجمعين ص ؛ + والحمد لله رب العالمين أكمل الحمد على كل حال ، والصلاة والسلام على محمد سيد أهل الكمال ، وعلى آله وأصحابه خير صحب وآل ، كتبه عبيد الله بن مر عبد الله د.