الدعاء »(١) ، وعن أبي جعفرعليهالسلام : « إن اللّه تعالى يحبّ من عباده المؤمنين كل دعّاء »(٢) .
وعلى هذا الأساس يحث الإمام الرضاعليهالسلام أصحابه وشيعته على الارتباط باللّه وتقوية العلاقة معه من خلال الإلحاح بالدعاء، الذي هو - حسب تعبيره - سلاح الأنبياء:
عن ابن فضال، بإسناده إلى الرضاعليهالسلام أنّه كان يقول لأصحابه: «عليكم بسلاح الأنبياء »، فقيل: وما سلاح الأنبياء؟ قال: « الدُّعاء »(٣) .
وينقل لناعليهالسلام حديثا عن جدّه زين العابدينعليهالسلام مبينا فيه الاقتران في الدنيا بين الدعاء والبلاء، كاشفا عن القدرة الكبرى للدعاء في رفع أمواج البلاء المتلاطمة في بحر الحياة الهائج المائج: عن أبي همّام إسماعيل بن همّام، عن الرضاعليهالسلام ، قال عليّ بن الحسينعليهالسلام : «إن الدّعاء والبلاء ليترافقان إلى يوم القيامة، إنَّ الدُّعاء ليردُّ البلاء وقد اُبرم إبراما »(٤) .
ومن المفيد التذكير بأن الدعاء في السر أكثر ثوابا من الدعاء في العلن، لأن الأول يمثل اتصال مباشر بين العبد وربّه لا مجال فيه للرياء والنفاق أو إلحاق الأذى بالنفس أمام الظالمين أو إثارة مشاعر الآخرين، من هنا يوصي إمامناعليهالسلام بدعوة السرّ: عن أبي همّام إسماعيل بن همّام عن أبي الحسن الرضاعليهالسلام قال: «دعوة العبد سرا دعوة واحدة تعدل سبعين
__________________
(١) اُصول الكافي ٢: ٤٦٧ / ٨ باب الدعاء.
(٢) كتاب سلوة الذاكرين المعروف ب- «الدعوات» / قطب الدين الراوندي: ٣٤ / ٧٨.
(٣) اُصول الكافي ٢: ٤٦٨ / ٥ باب: الدعاء سلاح المؤمن، كتاب الدُّعاء.
(٤) اُصول الكافي ٢: ٤٦٩ / ٤ باب: ان الدعاء يرد البلاء والقضاء، كتاب الدُّعاء.