ثم ّ جاءه عبدالله بن عمر(٥١) ، فأشار عليه(٥٢) بصلح أهل الضلال وحذّره من القتل والقتال.
فقال له: «يا أبا عبد الرحمن أما علمتَ أنّ من هوان الدنيا علىٰ الله تعالىٰ أن رأس يحيىٰ بن زكريا أُهدي إلىٰ بغيٍّ من بغايا بني إسرائيل، أما علمت (٥٣) أنّ بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلىٰ طلوع الشمس سبعين نبيّاً ثمّ يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأن لم يصنعوا شيئاً، فلم يعجل الله عليهم، بل امهلهم وأخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر (٥٤) ،إتّق الله (٥٥) يا أبا عبدالرحمن ولا تدعنّ نصرتي ».
قال: وسمع أهل الكوفة(٥٦) بوصول الحسينعليهالسلام إلىٰ مكّة وامتناعه من البيعة ليزيد، فاجتمعوا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي(٥٧) ، فلمّا تكاملوا قام فيهم
____________
(٥١) عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي أبو عبدالرحمن، كفّ بصره في آخر حياته، وهو آخر من توفي بمكة من الصحابة، مولده ووفاته بمكة، سنة وفاته مختلف فيه.
الإصابة ترجمة رقم ٤٨٢٥، طبقات ابن سعد ٤/١٠٥ - ١٣٨، تهذيب الأسماء ١/٢٧٨، الأعلام ٤/١٠٨.
(٥٢) ر. ع: إليه.
(٥٣) ع. ب: أما تعلم.
(٥٤) ع. ب: أخذ عزيزٍ ذي انتقام.
(٥٥) لفظ: الله، لم يرد في ر.
(٥٦) الكوفة بالضمّ: المصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق، قيل: سمّيت الكوفة لاستدارتها.
معجم البلدان ٤/٣٢٢.
(٥٧) أبو مطرّف سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون عبد العزّىٰ بن منقذ السلولي الخزاعي، صحابي، من الزعماء القادة، شهد الجمل وصفين مع عليّعليهالسلام ، سكن الكوفة، ترأّس التوّابين، استشهد بعين الوردة، قتله يزيد بن الحصين.
الإصابة ترجمة رقم ٣٤٥٠، تاريخ الاسلام ٣/١٧، الأعلام ٣/١٢٧.