يعدهم بالوصول إليهم ويقول لهم ما معناه: «قد نفذتُ إليكم ابن عمّي مسلم ابن عقيل ليعرّفني ما أنتم عليه من الرأي (٨٠) ».
فسار مسلم بالكتاب حتّىٰ دخل إلىٰ الكوفة، فلمّا وقفوا علىٰ كتابه كثر استبشارهم بإتيانه إليهم، ثمّ أنزلوه في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي(٨١) ، وصارت الشيعة تختلف إليه.
فلمّا اجتمع إليه منهم جماعة قرأ عليهم كتاب الحسينعليهالسلام وهم يبكون(٨٢) ، حتّىٰ بايعه منهم ثمانية عشر ألفاً.
____________
= والشجاعة، أمّه أم ولد اشتراها عقيل من الشام، وجّه به الإمام الحسين إلىٰ الكوفة ليأخذ له البيعة علىٰ أهلها، فخرج من مكة في منتصف شهر رمضان سنة ٦٠ هـ، ودخل الكوفة في اليوم السادس من شهر شوّال، وهو أول مَن استشهد من أصحاب الحسينعليهالسلام .
مقاتل الطالبيّين: ٨٠، الطبقات الكبرىٰ ٤/٢٩، تسمية مَن قتل مع الحسين: ١٥١، الكامل في التاريخ ٤/٨ - ١٥، الأخبار الطوال: ٢٣٣، تاريخ الكوفة: ٥٩، الأعلام ٧/٢٢٢، أنصار الحسين: ١٢٤، ضياء العينين: ١٣ - ٢٩.
(٨٠) ع: من رأيٍ جميل.
(٨١) الثقفي، لم يرد في ر.
والمختار هو أبن أبي عبيدة ابن مسعود الثقفي أبو إسحاق، من زعماء الثائرين علىٰ بني أُميّة، من أهل الطائف، انتقل إلىٰ المدينة مع أبيه، وبقي المختار في المدينة منقطعاً إلىٰ بني هاشم، تزوج عبدالله ابن عمر بن الخطاب أخت المختار صفية، وكان المختار مع علي عليه السلام بالعراق، وسكن البصرة بعد علي عليه السلام، قبض عليه عبيدالله بن زياد في البصرة وحبسه ونفاه بشفاعة ابن عمر إلىٰ الطائف، ذهب إلىٰ الكوفة بعد موت يزيد لأخذ الثأر من قتلة الحسين، واستولىٰ علىٰ الكوفة والموصل وتتبع قتلة الحسين عليه السلام، قتله مصعب بن الزبير بعد حرب بينهما سنة ٦٧ هـ.
الإصابة ترجمة رقم ٨٥٤٧، الفرق بين الفرق: ٣١ - ٣٧، الكامل في التاريخ ٤/٨٢ - ١٠٨، تاريخ الطبري ٧/١٤٦، الأعلام ٧/١٩٢.
(٨٢) من قوله: فلمّا اجتمع، إلىٰ هنا لم يرد في ر.