7%

فقال: والله يا بني سعد لئن فعلتموها لا يرفع الله عنكم السيف أبداً، ولا يزال سيفكم فيكم.

ثم ّ كتب الىٰ الحسينعليه‌السلام .

بسم الله الرحمن الرحيم

أ مّا بعد، فقد وصل إليّ كتابك، وفهمت ما ندبتني إليه ودعوتني له من الأخذ بحظّي من طاعتك والفوز بنصيبي من نصرتك، وأنّ الله لم يخل الأرض من عاملٍ عليها بخير ودليل علىٰ سبيل النجاة، وأنتم حجّة الله علىٰ خلقه ووديعته(١١١) في أرضه، تفرّعتم من زيتونة أحمديّة هو أصلها وأنتم فرعها، فأقدم سعدتَ بأسعد طائر، فقد ذللّت لك أعناق بني تميم وتركتهم أشدّ تتابعأً لك من الإبل الظلماء يوم خِمسها لورود الماء، وقد ذلّلت لك رقاب بني سعد وغسلتُ لك درن صدورها بماء سحابة مزن حتّىٰ استهلّ برقها فلمع.

فلمّا قرأ الحسينعليه‌السلام الكتاب قال: «آمنك (١١٢) الله يوم الخوف وأعزّك وأرواك يوم العطش الأكبر ».

فلمّا تجهّز المشار إليه للخروج إلىٰ الحسينعليه‌السلام بلغه قتله قبل أن يسير، فجزع من انقطاعه عنه.

و أمّا المنذر بن الجارود، فإنه جاء بالكتاب والرسول إلىٰ عبيدالله بن زياد، لأنّ المنذر خاف أن يكون الكتاب دسيساً من عبيدالله بن زياد، وكانت بحرية بنت المنذر(١١٣) زوجة لعبيدالله(١١٤) ، فأخذ عبيدالله الرسول فصلبه، ثمّ صعد

____________

(١١١) ر: ووديعة.

(١١٢) ع: قال: مالِك آمنك.

(١١٣) ر: بحيرة ابنت المنذر.

لم يذكروها.

(١١٤) ب: تحت عبيدالله بن زياد.