ابنة عمرو(١٣٤) هذا تحت هاني بن عروة - فأقبل عمرو في مذحج كافّة حتّىٰ أحاط بالقصر ونادىٰ: أنا عمرو بن الحجاج وهذه فرسان مذحج ووجوهها(١٣٥) لم تخلع طاعة ولم تفارق جماعة، وقد بلغنا أنّ صاحبنا هانياً قد قتل.
فعلم عبيدالله باجتماعهم وكلامهم، فأمر شريحاً القاضي أن يدخل علىٰ هاني فيشاهده ويخبر قومه بسلامته من القتل، ففعل ذلك وأخبرهم، فرضوا بقوله وانصرفوا.
قال (١٣٦) : وبلغ الخبر إلىٰ مسلم بن عقيل، فخرج بمن بايعه إلىٰ حرب عبيدالله، فتحصّن منه بقصر الامارة، واقتتل أصحابه وأصحاب مسلم.
و جعل أصحاب عبيدالله الّذين معه في القصر يتشرّفون منه(١٣٧) ويحذّرون أصحاب مسلم ويتوعّدونهم بجنود الشام، فلم يزالوا كذلك حتّىٰ جاء الليل.
فجعل أصحاب مسلم يتفرقون عنه، ويقول بعضهم لبعض: ما نصنع بتعجيل الفتنة، وينبغي أن نقعد في منازلنا وندع هؤلاء القوم حتّىٰ يصلح الله ذات بينهم.
فلم يبق معه سوىٰ عشرة أنفس، ودخل مسلم المسجد ليصلّي المغرب، فتفرّق العشرة عنه.
فلمّا رأىٰ ذلك خرج وحيداً في سكك الكوفة، حتّىٰ وقف علىٰ باب امرأة يقال لها طوعة(١٣٨) ، فطلب منها ماءً فسقته، ثمّ استجارها فأجارته، فعلم به
____________
(١٣٤) لم أهتد إلىٰ من ترجم لها.
(١٣٥) ر: ووجوهنا.
(١٣٦) قال، لم يرد في ر.
(١٣٧) منه، لم يرد في ر.
(١٣٨) كانت أم ولد للأشعث بن قيس الكندي، وقد كان لها ابن من غيره يقال له بلال بن أسيد، أعتقها =