فقال له: اسكت يا ويحك والله(١٤٢) ما هو لي بأمير.
فقال ابن زياد: لا عليك سلّمت أم لم تسلّم، فإنك مقتول.
فقال له مسلم: إن قتلتني فلقد قَتَلَ من هو شرٌّ منك من هو خيرٌ مني، وبعد فإنّك لا تدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السريرة ولؤم الغلبة، لا أحد أولىٰ بها منك(١٤٣) .
فقال له ابن زياد: يا عاقّ يا شاقّ، خرجتَ علىٰ إمامك وشققتَ عصىٰ المسلمين، وألقحت الفتنة بينهم.
فقال له مسلم: كذبت يابن زياد، إنّما شقّ عصىٰ المسلمين معاوية وابنه يزيد، وأمّا الفتنة فإنّما ألقحها أنت وأبوك زياد بن عبيد عبد بني علاج من ثقيف(١٤٤) ، وأنا أرجوا أن يرزقني الله الشهادة علىٰ يدي أشرّ البريّة(١٤٥) .
فقال ابن زياد: منّتكَ نفسك أمراً، حال الله دونه ولم يرك له أهلاً وجعله لأهله.
فقال مسلم: ومَن أهله يابن مرجانة؟
فقال: أهله يزيد بن معاوية!
فقال مسلم: الحمد الله، رضينا بالله حكماً بيننا وبينكم.
____________
(١٤٢) ياويحك والله، لم يرد في ر.
(١٤٣) وبعد فإنك أولىٰ بها منك، لم يرد في ب.
(١٤٤) قال السيد الخوئي: زياد بن عبيد ...، هذا هو زياد بن أبيه، وأمّه سميّة المعروفة، وقصّة إلحاقه بأبي سفيان مشهورة، ونغله عبيدالله قاتل الحسينعليهالسلام .
وليت شعري كيف عدّ العلامة وابن داود هذا اللعين ابن اللعين ابا اللعين في القسم الأول من كتابيهما، وكأنهما لم يلتفتا إلىٰ أنّ زياد بن عبيد هو زياد المعروف بأمّه، والله العالم.
معجم رجال الحديث ٧/٣٠٩.
(١٤٥) ب، ع: شرّ بريّته.