7%

فقال ابن زياد: أتظنّ أنّ لك من الأمر شيئاً.

فقال مسلم: والله ما هو الظنّ، ولكنّه اليقين.

فقال ابن زياد: أخبرني يا مسلم لمَ أتيتَ هذا البلد وأمرهم ملتئمٌ فشتت أمرهم(١٤٦) بينهم وفرّقت كلمتهم؟

فقال له مسلم: ما لهذا أتيتُ، ولكنّكم أظهرتم المنكر ودفنتم المعروف وتأمّرتم علىٰ الناس بغير رضىًٰ منهم وحملتموهم علىٰ غير ما أمركم به الله، وعملتم فيهم بأعمال كِسرىٰ وقيصر، فأتيناهم لِنأمر فيهم بالمعروف وننهىٰ عن المنكر وندعوهم إلىٰ حكم الكتاب والسنة، وكنّا أهل ذلك كما أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فجعل ابن زياد لعنه الله يشتمه ويشتم عليّاً والحسن والحسينعليهم‌السلام !

فقال له مسلم: أنت وأبوك أحقّ بالشتم، فاقض ما أنت قاض يا عدوّ الله.

فأمر ابن زياد بكير بن حمران(١٤٧) أن يصعد به إلىٰ أعلا القصر فيقتله، فصعد به - وهو يسبّح الله تعالىٰ ويستغفره ويصلّي علىٰ نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله - فضرب عنقه، ونزل وهو مذعورٌ.

فقال له ابن زياد: ما شأنك؟

فقال: أيّها الأمير رأيتُ ساعة قتله رجلاً أسوداً شنيء(١٤٨) الوجه حِذاي عاضّاً علىٰ إصبعه - أو قالٍ شفتيه - ففزعت فزعاً لم أفزعه قطّ.

فقال ابن زياد: لعلّك دهشت.

ثم ّ أمر بهاني بن عروة، فأُخرج ليقتل، فجعل يقول: وامذحجاه وأين مني

____________

(١٤٦) أمرهم، لم يرد في ر.

(١٤٧) في كتاب مستدركات علم الرجال ٢/٥٠: بكر بن حمران الأحمري، خبيث ملعون، قاتل مسلم ابن عقيل.

(١٤٨) ب، ع: سيّء.