مذحج! واعشيرتاه وأين مني عشيرتي!
فقالوا له: يا هاني مدّ عنقك.
فقال: والله ما أنا بها سخيّ، وما كنتُ لأعينكم علىٰ نفسي.
فضربه غلام لعبيد الله بن زياد يقال له رشيد(١٤٩) فقتله.
و في قتل مسلم وهاني يقول عبدالله بن زبير الأسدي(١٥٠) ، ويقال: إنه للفرزدق(١٥١) :
فإن كنتِ لا تدرين ما الموت فانظري | إلىٰ هاني في السوق وابن عقيل | |
إلىٰ بطل قد هَشّم السيفُ وجهَهُ | وآخر يهوىٰ من جدار قتيلِ | |
أصابهما جور البِغىٰ فأصبحا | أحاديث من يسعىٰ(١٥٢) بكلّ سبيلِ | |
ترىٰ جسداً قد غيّر الموت لونه | ونضح دم قد سال كلّ مسيل | |
فتىًٰ كان أحيىٰ من فتاة حَيِيّةً | واقطع من ذي شفرتين صقيلِ | |
أيركب أسما الهماليج آمناً | وقد طلبته مِذحجُ بذحولِ | |
تطوف حواليه مراد وكلّهم | علىٰ أُهبة من سائل ومسولِ |
____________
(١٤٩) لم يذكروه، وهو خبيث ملعون.
(١٥٠) عبدالله بن الزبير بن الأعشىٰ واسمه قيس بن بجرة بن قيس بن منقذ بن طريف بن عمرو بن قعين الأسدي.
أدب الطف ١/١٤٦.
(١٥١) ع: ويقال إنها للفرزدق وقال بعضهم إنها لسليمان الحنفي.
والفرزدق هو: همّام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس، شاعر من النبلاء من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة، كان شريفاً في قومه، وكان أبوه من الأجواد الأشراف، وكذلك جدّه، توفي في بادية البصرة سنة ١١٠ هـ وقد قارب المائة من عمره.
خزانة الأدب ١/١٠٥ - ١٠٨، جمهرة أشعار العرب: ١٦٣، الأعلام ٨/٩٣.
(١٥٢) ع: يسري.