فقال له: يا أبة إذن لا نبالي بالموت.
فقال له الحسينعليهالسلام : « فجزاك الله يابني خير ما جزا ولداً عن والده(١٨٧) ».
ثم ّ باتعليهالسلام في الموضع، فلمّا أصبح، فإذا هو برجلٍ من أهل الكوفة يكنّىٰ أبا هِرّة الأزدي(١٨٨) ، فلمّا أتاه سلّم عليه.
ثم ّ قال: يابن رسول الله ما الّذي أخرجك من حرم الله وحرم جدّك رسول اللهصلىاللهعليهوآله ؟
فقال الحسينعليهالسلام : «ويحكَ يا أبا هِرّة، إنّ بني أُميّة أخذوا مالي فصبرتُ، وشتموا عِرضي فصبرتُ، وطلبوا دمي فهربتُ، وأيم الله لتقتلني الفئة الباغية وليلبسنّهم الله ذلّاً شاملاً وسيفاً قاطعاً، وليسلطنّ الله عليهم من يذلّهم، حتّىٰ يكونوا أذلّ من قوم سبأ إذْ ملكتهم امرأة منهم فَحَكَمتْ في أموالهم ودمائهم حتّىٰ أذلّتهم ».
ثمّ سارعليهالسلام ، وحدّث جماعة من بني(١٨٩) فزارة وبجيلة قالوا: كنّا مع زهير بن القين(١٩٠) لمـّا أقبلنا من مكّة، فكنّا نساير الحسينعليهالسلام ، وما شيء أكره إلينا من مسايرته، لأن معه نسوانه، فكان إذا أراد النزول اعتزلناه، فنزلنا ناحية.
____________
(١٨٧) ب: جزاك الله يا بني خير ما جزا ولداً عن والدٍ.
(١٨٨) لم أعثر علىٰ مَن ترجم له.
(١٨٩) بني، لم يرد في ر.
(١٩٠) زهير بن القين البجلي، وبجيلة هم بنو أنمار بن أراش بن كهلان من القحطانية، شخصيّة بارزة في المجتمع الكوفي، ويبدو أنه كان كبير السنّ عند لحوقه بالحسينعليهالسلام ، ذكر في الزيارة بتكريم خاصّ، انضمّ إلىٰ الحسينعليهالسلام في الطريق من مكّة إلىٰ العراق بعد أن كان كارهاً للقائه، خطب في جيش ابن زياد قُبيل المعركة، جعله الحسينعليهالسلام علىٰ ميمنة أصحابه.
تاريخ الطبري ٥/٣٩٦ - ٣٩٧ و ٦/٤٢ و ٤٢٢، رجال الشيخ: ٧٣، أنصار الحسين: ٨٨.