7%

قال : فورد كتاب عبيدالله بن زياد إلىٰ الحرّ يلومه في أمر الحسينعليه‌السلام ، ويأمره بالتضييق عليه.

فعرض له الحرّ وأصحابه ومنعوه من المسير.

فقال له الحسينعليه‌السلام : «ألم تأمرنا بالعدول عن الطريق ؟ »

فقال الحر: بلىٰ، ولكن كتاب الأمير عبيدالله بن زياد قد وصل يأمرني فيه بالتضييق عليك، وقد جعل عليّ عيناً يطالبني بذلك.

قال الراوي(٢١٢) : فقام الحسينعليه‌السلام خطيباً في أصحابه، فحمدالله وأثنىٰ عليه وذكر جدّه فصلّىٰ عليه، ثمّ قال: «إنّه قد نزل بنا من الأمر ما قد ترون، وإنّ الدنيا قد تنكّرت وتغيّرت وأدبر معروفها واستمرّت جَذّاء، ولم يبق منها إلّا صبابة كصبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعىٰ الوبيل، ألا ترون إلىٰ الحقّ لا يعمل به، وإلىٰ الباطل لا يُتناهىٰ عنه، ليرغب المؤمن في لقاء ربّه محقّاً، فإنّي لا أرىٰ الموت إلا سعادة والحياة مع الضالمين إلّا برما ».

فقام زهير بن القين، فقال: لقد سمعنا هدانا الله بك يابن رسول الله مقالتك، ولو كانت الدنيا لنا باقية وكنّا فيها مخلّدين لآثر النهوض معك علىٰ الاقامة فيها.

قال : ووثب هلال بن نافع البجلي(٢١٣) ، فقال: والله ما كرهنا لقاء ربّنا، وإنّا

____________

(٢١٢) قال الرواي، لم يرد في ر.

(٢١٣) ظاهراً هو نفسه نافع بن هلال بن نافع بن جمل بن سعد العشيرة بن مذحج المذحجي الجملي، ويخطئ من يعبّر عنه: البجلي، كان سيّداً شريفاً شجاعاً قارءاً من حملة الحديث ومن أصحاب أمير المؤمنين، وحضر معه حروبه الثلاثة في العراق، وخرج إلىٰ الحسين فلقيه في الطريق، وأخباره في واقعة الطف كثيرة، ذكرت في المقاتل.

إبصار العين: ٨٦ - ٨٩، الطبري ٦/٢٥٣، ابن الأثير ٤/٢٩، البداية ٨/١٨٤.