7%

وهم يقولون: يا حسين إنّك رائحٌ (٢٤) إلينا عن قريب ».

وفي بعض الروايات: «غداً ».

قال الراوي(٢٥) : فطمت زينب وجهها وصاحت.

فقال لها الحسينعليه‌السلام : «مهلاً، لا تشمتي (٢٦) القوم بنا ».

ثم ّ جاء الليل، فجمع الحسينعليه‌السلام أصحابه، فحمد الله وأثنىٰ عليه، ثم أقبل عليهم وقال: «أمّا بعد، فإنّي لا أعلم أصحاباً خيراً منكم، ولا أهل بيتٍ أفضل وأبرّ من أهل بيتي، فجزاكم الله عنّي جميعاً خيراً، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، وليأخذ كل رجلٍ منكم بيد رجلٍ من أهل بيتي، وتفرّقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم، فإنّهم لا يريدون غيري ».

فقال له إخوته وأبناؤه وأبناء عبدالله بن جعفر(٢٧) : ولِمَ نفعل ذلك، لنبقي بعدك! لا أرنا الله ذلك أبداً، وبدأهم بهذا القول العباس بن عليّ، ثم تابعوه.

قال الراوي(٢٨) : ثمّ نظر إلىٰ بني عقيل(٢٩) وقال: «حسبكم من القتل

____________

(٢٤) ر: راحلٌ.

(٢٥) قال الراوي: لم يرد في ر. الراوي، لم يرد في ب.

(٢٦) ر: لا يشمت.

(٢٧) عبدالله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، صحابي، ولد بأرض الحبشة لمـّا هاجر أبواه إليها، وهو أول من ولد بها من المسلمين، كان كريماً يسمّىٰ بحر الجود، وللشعراء فيه مدائح، وكان أحد الأُمراء في جيش علي يوم صفين، توفي بالمدينة سنة ٨٠ هـ، وقيل: غير ذلك.

الإصابة ترجمة رقم ٤٥٨٢، فوات الوفيات ١/٢٠٩، تهذيب ابن عساكر ٧/٣٢٥، الأعلام ٤/٧٦، زينب الكبرىٰ للشيخ جعفر النقدي.

(٢٨) لفظ: الراوي، لم يرد في ر.

(٢٩) عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، أبو يزيد، أعلم قريش بأيامها ومآثرها ومثالبها وأنسابها، صحابي فصيح اللسان شديد الجواب، وهو أخو علي وجعفر لأبيها، وكان أسنّ =