قال : وقام سعيد(٣٢) بن عبدالله الحنفي فقال: لا والله يابن رسول الله لا نخلّيك أبداً حتّىٰ يعلم الله أنّا قد حفظنا فيك وصيّة رسوله محمدصلىاللهعليهوآله ، ولو علمت أنّي أُقتل فيك ثمّ أُحيىٰ ثمّ أُحرق حيّاً ثمّ أُذرىٰ - يفعل بي ذلك سبعين مرة - ما فارقتك حتّىٰ ألقىٰ حمامي من دونك، فكيف(٣٣) وإنّما هي قتلة واحدة ثمّ أنال الكرامة الّتي لا انقضاء لها أبداً؟!
ثم ّ قام زهير بن القين وقال: والله يابن رسول الله لوددتُ أنّي قتلتُ ثم نشرتُ ألف مرّة وأنّ الله يدفع بذلك القتل عنك وعن هؤلاء الفتية من إخوتك وولدك وأهل بيتك.
قال : وتكلّم جماعة من أصحابه بمثل ذلك وقالوا: أنفسنا لك الفداء نقيك بأيدينا ووجوهنا، فإذا نحن قُتلنا بين يديك نكون قد وفينا لربّنا وقضينا ما علينا.
و قيل لمحمد بن بشير الحضرمي(٣٤) في تلك الحال: قد أُسّر إبنك بثغر الري(٣٥) .
____________
(٣٢) ر: سعد.
(٣٣) ع: وكيف لا أفعل.
(٣٤) ب: محمد بن بشير الحضرمي.
وفي ترجمة الإمام الحسين من كتاب الطبقات ١٨٠ ذكر نصّ هذا الخبر وذكر اسمه كما هنا، لكن في تاريخ الطبري ٥/٤٤٤ وأنساب الأشراف: ١٩٦ ذُكر اسمه بشير بن عمرو، فلاحظ.
(٣٥) ر: بشعر الروم، والمثبت من: ب. ع.
والثغر بالفتح ثم السكون: وراء كلّ موضع قريب من أرض العدو، كأنه مأخوذ من الثغرة الّتي هي في الحائط.
والري: مدينة مشهورة من أُمّهات البلاد وأعلام المدن، كثيرة الفواكه والخيرات، وهي محط الحاج علىٰ طريق السابلة وقصبة بلاد الجبال بينها وبين نيسابور مائة وستون فرسخاً وإلىٰ قزوين سبعة وعشرون فرسخاً.
معجم البلدان ٢/٧٩ و ٣/١١٦.