فقال: عند الله أحتسبه ونفسي، ما كنت أُحب أن يوسر وأن أبقىٰ بعده.
فسمع الحسينعليهالسلام قوله فقال: « رحمك الله، أنت في حلّ من بيعتي، فاعمل في فكاك ابنك ».
فقال : أكلتني السباع حيّاً إن فارقتك.
قال: فأعط إبنك هذه البرود(٣٦) يستعين بها في فكاك أخيه.
فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار.
قال الراوي(٣٧) : وبات الحسينعليهالسلام وأصحابه تلك الليلة ولهم دويّ كدويّ النحل، ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد، فعبر إليهم في تلك الليلة من عسكر ابن سعد اثنان وثلاثون رجلاً(٣٨) .
قال(٣٩) : فلمّا كان الغداة أمر الحسينعليهالسلام بفسطاطه فضُرب وأمر بجفنة فيها مسك كثير وجعل فيها نورة(٤٠) ، ثمّ دخل ليطلي.
فروي : أن برير بن حصين(٤١) الهمداني وعبدالرحمن بن عبد ربّه
____________
(٣٦) البرد بالضم فالسكون: ثوب مخطط، وقد يقال لغير المخطط أيضاً، وجمعه برود وأبرد، ومنه الحديث: الكفن يكون برداً
مجمع البحرين ٣/١٣.
(٣٧) الراوي، لم يرد في ر.
(٣٨) في نسخة ع جاء بعد قوله اثنان وثلاثون رجلاً:
وكذا كانت سجيّة الحسينعليهالسلام في كثرة صلاته وكمال صفاته، وذكر ابن عبد ربّه في الجزء الرابع من كتاب العقد قال: قيل لعليّ بن الحسينعليهماالسلام : ما أقلّ ولد أبيك؟ فقال: العجب كيف وُلدت له، كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة، فمتىٰ كان يتفرغ للنساء.
(٣٩) قال، لم يرد في ر.
(٤٠) ر: وأمر بحفية فيها مسك كبير وجعل عندها نورة. والمثبت من ب. ع.
(٤١) ب. ع. خضير، وفي حاشية ر: حضير خ ل.