الأنصاري(٤٢) وقفا علىٰ باب الفسطاط ليطليا بعده، فجعل برير يضاحك عبد الرحمن.
فقال له عبدالرحمن: يا برير أتضحك! ما هذه ساعة ضحك ولا باطل.
فقال برير: لقد علم قومي أنّي ما أحببت الباطل كهلاً ولا شاباً، وإنّما أفعل ذلك استبشاراً بما نصير إليه، فوالله ما هو إلّا أن نلقىٰ هؤلاء القوم بأسيافنا نعالجهم بها ساعة، ثمّ نعانق الحور العين.
قال الراوي(٤٣) : وركب أصحاب عمر بن سعد، فبعث الحسينعليهالسلام برير بن حصين(٤٤) فوعظهم فلم يسمعوا وذكّرهم(٤٥) فلم ينتفعوا.
فركب الحسينعليهالسلام ناقته - وقيل: فرسه - فاستنصتهم فأنصتوا، فحمد الله وأثنىٰ عليه وذكره بما هو أهله، وصلّىٰ علىٰ محمدصلىاللهعليهوآله وعلىٰ الملائكة والأنبياء والرسل، وأبلغ في المقال، ثمّ قال:
« تبّاً لكم أيّتها الجماعة وترحاً (٤٦) حين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين، سللتم علنا سيفاً لنا في ايمانكم، وحششتم علينا ناراً اقتد حناها
____________
(٤٢) ر: عبد الرحمن عبد ربّه. والمثبت من ب. ع.
وهو عبدالرحمن بن عبد ربّه - رب - الأنصاري من بني سالم بن الخزرج، كان أمير المؤمنينعليهالسلام ربّاه وعلّم القرآن، أحد الّذين كانوا يأخذون البيعة للحسينعليهالسلام في الكوفة، ويبدو أنه كان من إحدىٰ الشخصيات البارزة.
تاريخ الطبري ٥/٤٢٣، رجال الشيخ: ٧٦ - ٧٧، تسمية مَن قتل مع الحسين: ١٥٣، البحار ٤٥/١، أنصار الحسين: ٩٧.
(٤٣) الراوي، لم يرد في ر.
(٤٤) ع: خضير. حاشية ر: حضير.
(٤٥) ب: ومذكّرهم.
(٤٦) ر: وبرحاً.