7%

ثمّ ضرب فرسه قاصداً إلىٰ الحسينعليه‌السلام ويده علىٰ رأسه وهو يقول: اللّهم إنّي تبتُ إليك فتب عليّ، فقد أرعبتُ قلوب أوليائك وأولاد بنت نبيّك.

وقال للحسين: جعلتُ فداك أنا صاحبك الّذي حبسك عن الرجوع وجعجع بك، والله ما ظننتُ أنّ القوم يبلغون بك ما أرىٰ، وأنا تائب إلىٰ الله، فهل ترىٰ لي من توبة؟

فقال الحسينعليه‌السلام : «نعم يتوب الله عليك فانزل ».

فقال: أنا لك فارساً خيرٌ منّي راجلاً، وإلىٰ النزول يؤول آخر أمري.

ثم ّ قال: فإذا كنتُ أول مَن خرج عليك، فأذن لي أن أكون أول قتيل بين يديك، لعلّي أكون ممّن يصافح جدّك محمداً غداً في القيامة.

قال جامع الكتاب: إنّما أراد أول قتيل من الآن، لأنّ جماعة قتلوا قبله كما ورد.

فأذنَ له، فجعل يقاتل أحسن قتال حتّىٰ قَتَلَ جماعة من شجعان وأبطال، ثمّ استشهد، فحمل إلىٰ الحسينعليه‌السلام ، فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: «أنت الحرّ كما سمّتك أُمّك، حرّ في الدنيا وحرّ الآخرة ».

قال الراوي(٦٤) : وخرج برير بن خضير(٦٥) ، وكان زاهداً عابداً، فخرج إليه يزيد بن معقل(٦٦) واتفقا علىٰ المباهلة إلىٰ الله: في أن يقتل المحقّ منهما المبطل، فتلاقيا، فقتله برير، ولم يزل يقاتل حتّىٰ قُتل رضوان الله عليه.

____________

(٦٤) الراوي، لم يرد في ر.

(٦٥) ر: حضير.

(٦٦) ع: يزيد بن المغفل.

لم يذكروه، وهو خبيث ملعون.