ثمّ ضرب فرسه قاصداً إلىٰ الحسينعليهالسلام ويده علىٰ رأسه وهو يقول: اللّهم إنّي تبتُ إليك فتب عليّ، فقد أرعبتُ قلوب أوليائك وأولاد بنت نبيّك.
وقال للحسين: جعلتُ فداك أنا صاحبك الّذي حبسك عن الرجوع وجعجع بك، والله ما ظننتُ أنّ القوم يبلغون بك ما أرىٰ، وأنا تائب إلىٰ الله، فهل ترىٰ لي من توبة؟
فقال الحسينعليهالسلام : «نعم يتوب الله عليك فانزل ».
فقال: أنا لك فارساً خيرٌ منّي راجلاً، وإلىٰ النزول يؤول آخر أمري.
ثم ّ قال: فإذا كنتُ أول مَن خرج عليك، فأذن لي أن أكون أول قتيل بين يديك، لعلّي أكون ممّن يصافح جدّك محمداً غداً في القيامة.
قال جامع الكتاب: إنّما أراد أول قتيل من الآن، لأنّ جماعة قتلوا قبله كما ورد.
فأذنَ له، فجعل يقاتل أحسن قتال حتّىٰ قَتَلَ جماعة من شجعان وأبطال، ثمّ استشهد، فحمل إلىٰ الحسينعليهالسلام ، فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: «أنت الحرّ كما سمّتك أُمّك، حرّ في الدنيا وحرّ الآخرة ».
قال الراوي(٦٤) : وخرج برير بن خضير(٦٥) ، وكان زاهداً عابداً، فخرج إليه يزيد بن معقل(٦٦) واتفقا علىٰ المباهلة إلىٰ الله: في أن يقتل المحقّ منهما المبطل، فتلاقيا، فقتله برير، ولم يزل يقاتل حتّىٰ قُتل رضوان الله عليه.
____________
(٦٤) الراوي، لم يرد في ر.
(٦٥) ر: حضير.
(٦٦) ع: يزيد بن المغفل.
لم يذكروه، وهو خبيث ملعون.