قال: وخرج وهب بن حباب الكلبي(٦٧) ، فأحسن في الجلاد وبالغ في الجهاد، وكان معه زوجته ووالدته، فرجع إليهما وقال: يا أُمّاه، أرضيتِ أم لا؟
فقالت: لا، ما رضيتُ حتّىٰ تقتل بين يدي الحسينعليهالسلام .
و قالت امرأته: بالله عليك لا تفجعني في نفسك.
فقالت له أُمّه: يا بني اعزب عن قولها وارجع فقاتل بين يدي ابن بنت نبيك تَنلْ شفاعة جدّه يوم القيامة.
فرجع، ولم يزل يقاتل حتّىٰ قُطعت يداه، فأخذت امرأته عموداً، فأقبلت نحوه وهي تقول: فداك أبي وأُمّي قاتل دون الطيّبين حرم رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، فأقبل ليردّها إلىٰ النساء، فأخذت بثوبه، وقالت: لن أعود دون أن أموت معك.
فقال الحسينعليهالسلام : «جُزيتم من أهل بيتٍ خيراً، ارجعي إلىٰ النساء يرحمك الله »، فانصرفت إليهنّ.
و لم يزل الكلبي يقاتل حتّىٰ قُتل، رضوان الله عليه.
ثمّ خرج مسلم بن عوسجة، فبالغ في قتال الأعداء، وصبر علىٰ أهوال البلاء، حتّىٰ سقط إلىٰ الأرض وبه رمق، فمشىٰ إليه الحسينعليهالسلام ومعه حبيب بن مظاهر.
فقال له الحسينعليهالسلام : «رحمك الله يا مسلم، فمنهم مَن قضىٰ نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلو تبديلاً ».
ودنا منه حبيب، فقال: عزّ والله عليّ مصرعك يا مسلم أبشِرْ بالجنة.
____________
(٦٧) ع: جناح.
في ضياء العينين: ٢٥: وهب بن عبدالله بن حباب الكلبي، امه قمرىٰ، وذكر الكثير من أخباره في واقعة الطف، أخذها من كتاب الملهوف وغيره من كتب المقاتل.