فقال له بصوت ضعيف(٦٨) : بشّرك الله بخيرٍ.
ثم ّ قال له حبيب: لولا أنّني أعلم أني في الأثر لأحببتُ أن توصي إليّ بكلّ ما أهمّك.
فقال له مسلم: فإنّي أُوصيك بهذا - وأشار بيده إلىٰ الحسينعليهالسلام - فقاتل دونه حتّىٰ تموت.
فقال له حبيب: لأنْعُمَنّك عيناً.
ثمّ مات رضوان الله عليه.
فخرج عمرو بن قرظة الأنصاري(٦٩) ، فاستأذن الحسينعليهالسلام ، فأذن له، فقاتل قتال المشتاقين إلىٰ الجزاء وبالغ في خدمة سلطان السماء حتّىٰ قتل جمعاً كثيراً من حزب ابن زياد، وجمع بين سداد وجهاد، وكان لا يأتي إلىٰ الحسينعليهالسلام سهمٌ إلّا اتّقاه بيده ولا سيف إلّا تلقّاه بمهجته، فلم يكن يصل إلىٰ الحسينعليهالسلام سوء، حتّىٰ أثخن بالجراح.
فالتفت إلىٰ الحسينعليهالسلام وقال: يابن رسول الله أوفيتُ؟
قال: «نعم، أنت أمامي في الجنة، فاقرأ رسول الله صلىاللهعليهوآله عنّي السلام وأعلمه أنّي في الأثر ».
____________
(٦٨) ع: فقال له مسلم قولاً ضعيفاً.
(٦٩) ر. ع: عمرو بن قرطة، والمثبت من ب.
وهو عمرو بن قرظة الأنصاري، ذكر في أكثر الموارد، وفي الزيارة: عمر بن كعب الأنصاري، وفي نسختها الأُخرىٰ: عمران، أرسله الحسين مفاوضاً إلىٰ عمر بن سعد.
تاريخ الطبري ٥/٤١٣، المناقب ٤/١٠٥، البحار ٤٥/٧١ و ٢٢، مقتل الحسين ٢/٢٢، أنصار الحسين: ١٠٤، تسمية مَن قتل مع الحسين: ١٥٣.