7%

قال الراوي(٩٧) : واشتد العطش بالحسينعليه‌السلام ، فركب المسنّاة يريد الفرات، والعباس أخوه بين يديه، فاعترضتهما خيل ابن سعد، فرمىٰ رجل من بني دارم الحسينعليه‌السلام بسهمٍ فأثبته في حنكه الشريف، فانتزع صلوات الله عليه السهم وبسط يده تحت حنكه حتّىٰ امتلأت راحتاه من الدم(٩٨) ، ثمّ رمىٰ به وقال: «اللّهم إنّي أشكوه إليك ما يُفعل بابن بنت نبيك ».

ثم اقتطعوا العباس عنه، وأحاطوا به من كلّ جانب ومكان، حتّىٰ قتلوه قدس الله روحه(٩٩) ، فبكىٰ الحسينعليه‌السلام بكاءً شديداً. وفي ذلك يقول الشاعر:

أحق الناس أن يُبكىٰ عليه

فتىًٰ أبكىٰ الحسين بكربلاء

أخوه وابن والده عليّ

أبو الفضل المضرّج بالدماء

ومَن واساه لا يثنيه شيء

وجادله علىٰ عطش بماء

 قال الراوي(١٠٠) : ثمّ أن الحسينعليه‌السلام دعا الناس إلىٰ البراز، فلم يزل يقتل كلّ من برز اليه، حتّىٰ قتل مقتلة عظيمة، وهو في ذلك يقول:

« القتل أولىٰ من ركوب العار

والعار أولىٰ من دخول النار »

قال بعض الرواة: والله ما رأيت مكثوراً(١٠١) قطّ قد قُتل ولده وأهل بيته وأصحابه(١٠٢) أربط جأشاً منه، وإنّ الرجال كانت لتشد عليه فيشدّ عليها

____________

(٩٧) الراوي، لم يرد في ر.

(٩٨) ر: راحته دماً.

(٩٩) جاء بعد قوله قدّس الله روحه في نسخة ب: وكان المتولّي لقتله زيدبن ورقاء الحنفي وحكيم بن الطفيل السنبسي.

(١٠٠) الراوي، لم يرد في ر.

(١٠١) ر: مكسوراً.

(١٠٢) ب: وصحبه.