بسيفه فتنكشف عنه انكشاف المعزىٰ إذا شدّ فيها الذئب، ولقد كان يحمل فيهم، وقد تكمّلوا ثلاثين ألفاً، فينهزمون بين يديه كأنّهم الجراد المنتشر، ثم يرجع إلىٰ مركزه(١٠٣) وهو يقول: «لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم ».
قال الراوي(١٠٤) : ولم يزلعليهالسلام يقاتلهم حتّىٰ حالوا بينه وبين رحله.
فصاح بهم: «ويحكم (١٠٥) يا شيعة آل أبي سفيان، إن لم يكن لكم دين وكنتم لاتخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم هذه (١٠٦) وارجعوا إلىٰ أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون ».
قال: فناداه(١٠٧) شمر: ما تقول يابن فاطمة؟
قال: «أقول: أنا الّذي أُقتاتلكم (١٠٨) وتقاتلوني والنساء ليس عليهنّ جناح، فامنعوا أعتاتكم وجهّالكم وطغاتكم (١٠٩) من التعرّض لحرمي ما دمتُ حيّاً ».
فقال شمر: لك ذلك يا بن فاطمة.
وقصدوه بالحرب، فجعل يحمل عليهم ويحملون عليه، وهو مع ذلك(١١٠)
____________
(١٠٣) ر: معسكره.
(١٠٤) الراوي، لم يرد في ر.
(١٠٥) ر. ع: فصاح عليه السلام ويلكم.
(١٠٦) هذه، لم يرد في ب.
(١٠٧) ب: إذ كنتم أعراباً فناداه.
(١٠٨) كذا في ب. وفي ر: قال إنّي أُقاتلكم.
(١٠٩) وجهالكم وطغاتكم، لم يرد في ب.
(١١٠) ب: فقال شمر: لك هذا، ثم صاح شمر: إليكم عن حرم الرجل فاقصدوه في نفسه فلعمري لهو كفؤ كريم، قال فقصده القول وهو في ذلك.