21%

بالرمح، ثمّ قال: عليّ بالنار أحرقه علىٰ مَن فيه.

فقال له الحسينعليه‌السلام : «يابن ذي الجوشن، أنت الداعي بالنار لتحرق علىٰ أهلي، أحرقك الله بالنار ».

و جاء شبث فوبّخه، فاستحىٰ وانصرف.

قال الراوي(١٢٤) : وقال الحسينعليه‌السلام : «إيتوني بثوب (١٢٥) لا يُرغب فيه أجعله تحت ثيابي، لئلّا أُجرّد منه ».

فأُتي بتبان، فقال: « لا، ذاك لباس مَن ضُربت عليه الذلة ».

فأخذ ثوبا خلِقاً، فخرقه وجعله تحت ثيابه، فلمّا قتل جرّدوه منهعليه‌السلام .

ثم ّ استدعىٰعليه‌السلام بسراويل من حبرة، ففرزها ولبسها، وإنّما فرزها لئلا يسلبها، فلمّا قتل سلبها بحر بن كعب لعنه الله وترك الحسينعليه‌السلام مجرداً(١٢٦) ، فكانت يدا بحر بعد ذلك تيبسان(١٢٧) في الصيف كأنّهما عودان يابسان وتترطبان في الشتاء فتنضحان قيحاً ودماً، إلىٰ أن أهلكه الله تعالىٰ.

قال: ولمـّا أثخن الحسينعليه‌السلام بالجراح، وبقي(١٢٨) كالقنفذ، طعنه صالح بن وهب المزني(١٢٩) لعنه الله علىٰ خاصرته طعنة، فسقط الحسينعليه‌السلام عن فرسه إلىٰ الأرض علىٰ خده الأيمن، ثمّ قام صلوات الله عليه(١٣٠) .

____________

(١٢٤) الراوي، من.

(١٢٥) ب: ابعثوا إليّ ثوباً. ع: ابغوا لي ثوباً.

(١٢٦) ب: سلبها أبجر بن كعب وتركه مجرّداً.

(١٢٧) ر: يدا بحر تيبسان. ب: يد أبجر بعد ذلك ييبسان.

(١٢٨) ر: فبقىٰ.

(١٢٩) في مستدركات علم الرجال ٤/٢٤٨: صالح بن وهب المزني، خبيث ملعون.

(١٣٠) ع: علىٰ خدّه الأيمن وهو يقول: بسم الله وبالله وعلىٰ ملّة رسول الله ثم قام صلوات الله عليه.